ذكرت مجلة “الجيش”، الناطقة بلسان المؤسسة العسكرية بالجزائر، أن هناك أطرافا معادية (لم تسمها) تحاول بث الفوضى في البلاد، مشيرة إلى أن انخراط الشعب في بناء الجزائر الجديدة لم يرض تلك الأطراف.
وأضافت المجلة – في عددها الجديد اليوم الأحد أن الالتزام بالوفاء لعهد الشهداء الأبرار يقتضي في الذكرى الثانية للمسيرات الشعبية السلمية التي انطلقت في 22 فبراير 2019، وضع مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار.
وأشارت إلى أنه “لم يعد خافيا على أحد أن بلادنا مستهدفة من قبل أطراف أجنبية لم يرق لها النهج الوطني والسيادي الذي تنتهجه الجزائر في ظل عالم يشهد في الفترة الأخيرة تحولات وتغيرات تستهدف الدولة الوطنية في الصميم”.
وأكدت المجلة أن الجيش الجزائري هو جيش جمهوري يعمل في إطار الشرعية الدستورية وشغله الشاغل هو المساهمة إلى جانب كل المخلصين والخيرين في بناء الجزائر كما أرادها الشهداء، وهو ما جعله يتخذ منذ بداية المسيرات الشعبية موقفا مبدئيا وثابتا بالوقوف مع الشعب والانحياز لخياراته.
ولفتت إلى أن أغلب مطالب الشعب تحققت على أرض الواقع، وهناك مطالب أخرى في طريقها للتحقيق تدريجيا ومن بينها الانتخابات التشريعية، كما وعد الرئيس عبد المجيد تبون في عدة مناسبات.
واعتبرت مجلة “الجيش” أن انخراط الشعب الجزائري في مسار بناء الجزائر الجديدة والقوية لم يرض أطرافا معاديا، فحركت هذه الأطراف أصواتا من ذوي النوايا السيئة بفعل ارتباطها بأجندات خارجية معروفة لدى الجميع، بهدف الالتفاف على المطالب المشروعة للشعب بث سمومها في محاولة لدفع البلاد إلى الفوضى وخلط الأوراق بما يخدم مصالحها الخبيثة، ضمن مخطط يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب المصداقية التي يحظى بها الجيش الجزائري والعلاقة القوية التي تربط الشعب بالجيش.
وذكرت أنه: “في تصرفات منافية تماما للأعراف الدبلوماسية، تقوم أطراف أجنبية بتحركات أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة أو يائسة تستهدف المساس بالبلاد وزعزعو استقرارها، في محاولة مفضوحة للتدخل السافر في شؤون البلاد الداخلية، وما ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا”.
وأضافت أن بعض الجهات دأبت في الفترة الأخيرة على استهداف الجزائر عبر قنوات شتى لتنتقل بعدها للترويج لسيناريوهات سبق أن رفضها الشعب الجزائري بشدة، مضيفة أن هذه الجهات تحاول عبثا بشكل أو بآخر بث الفوضى في الجزائر المحصنة بوعي شعبها وإصرار قياداتها السياسية التي لا هم لها إلا مصلحة الوطن وضمان أمنه واستقراره.
وتابعت المجلة: أن “الجزائر الجديدة التي تزعج هذه الجهات المقصودة ترفض أي وصاية من أي جهة كانت أو إملاءات أو تدخل أجنبي مهما كانت طبيعته أو شكله، ذلك لأن الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا لاسترجاع سيادتها، لا تقبل أبدا المساس بهذا المبدأ الراسخ لدى الشعب الجزائري بأسره”.
ودعت الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني للاضطلاع بدورها الكامل وتحمل مسؤولياتها والمسارعة لسد الفراغ الكامن في المجتمع، لخلق ثقافة نضال حقيقي يعود بالنفع على البلاد.
وشددت المجلة على أن الحملات المغرضة التي تستهدف ضرب وحدة الشعب الجزائري والمساس بعلاقة الشعب والجيش لن تفلح أبدا في النيل من هذه العلاقة المقدسة التي تمتد جذورها إلى الثورة التحريرية بالجزائر.
ولفتت إلى أن الرئيس تبون خاض 3 معارك، الأولى هي محاربة التخلف، حيث أولى اهتماما بالغا بالمناطق العشوائية، والعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، والثانية هي الاستراتيجية الناجحة لمواجهة وباء فيروس كورونا، والتي كسبتها الجزائر مقارنة بدول أخرى أكثر تجهيزا، والثالثة هي إجراء استفتاء لتعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية ومحلية، مؤكدة أن كل تلك الإنجازات هي مكاسب، بالإضافة إلى عمل الرئيس تبون على بناء جيش قوي وعصري ومتطور.