بصبرًا شديد وعزة نفس دون منتهىٰ، وبتواضع لإنسانيته ورحمة بصغيره، يعيش الصياد محمد مختار في منزلًا بسيطًا آيل للسقوط،ليس به دورة مياه، ولا صنبورًا نظيفًا، لا طعام لصغيرة إلا ما احضره له، ولا مأوى آمن لهما.
حيث استغاث الرجل مرارا وتكرارا، إلا ان حالته القهرية، لكونه أبكم، فلا احد لبى نداء استغاثته، بينما التقى موقع «أوان مصر» مع الصياد الأبكم وصغيره، وداخل اروقة منزله البسيط، وُجد أن الجدران على وشك ان تقع عليهم، إلى جانب عدم وجود دورة مياة يقضيان فيها حاجتهما.
وبإشارة وتمتمة شديدة الآنات، اذ كان يحكي ويروي ما عاشه طيلة سنوات، وكان هناك احد اهل المدينة، يترجم لنا مفردات ما يقول، وربما الكلمات التي كان يصف بها حالته، كانت خير دليل على معاناته، إذ يعمل الأب صيادًا للسمك، فيأتي بما رزقه الله به، ليطعم صغيره الذي ينتظره بمنزلهم الآيل للسقوط.
ويعاني صغيره من تهتك في احد صمامات القلب، لم يقوى الأب صاحب الصمت والسكوت القهري والقسري من معالجته منذ ولادته، وتتفاقهم حالة الطفل بشكل اسوء يومًا بعد يوم.
وقال احد أهل المدينة، أن الأب أيضا لديه اربع ابناء، من بينهم ذلك الطفل الصغير، والذي يعاني معاناة مُسنٍ عجوز، لضعف أحد صمامات قلبه، ربما عيبًا خلقيًا، وربما من ما رآى من معاناة معيشة رفقة والده المسكين.