وقفت روسيا على بعد خطوة واحدة من دعم مصر والسودان في قضية سد النهضة الإثيوبي، نظرًا لأبعاد قد تكون مؤثرة بشكل حيوي على الدولة الروسية إن تعمدت الدعم للقضية المصرية والسودانية بشأن المشروع الإثيوبي.
وبحسب التقسيم الجغرافي لروسيا، فلديها أيضًا ذات القضية القائم عليها النزاع الآن بشأن سد النهضة على مجرى نهر النيل، بين كلًا من مصر والسودان وإثيوبيا المتعنتة.
وفي كلمة روسيا بمجلس الأمن والتي تقدمت بها على غير حياد بشكل غير مباشر، دعمت القضية الإثيوبية، وحتى يتثنى لها الحفاظ على مكانتها الريادية.
ولعضويتها بمجلس الأمن، دعت مؤخرًا في ختام كلمتها بما دعى به المجلس لحل الأزمة بالمفاوضات، حتى لا يسلط عليها الضوء بشكل مباشر إنها تدعم إثيوبيا.
وبدء مندوب روسيا الدائم في مستهل كلمته بمجلس الأمن، إن روسيا تتابع التطورات ووضع سد النهضة، وتعترف بأهمية هذا المشروع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يوفر المياه للملايين الذين يعيشون في إثيوبيا.
وتابع المندوب الروسي، وهي دولة تعاني من انقطاع الكهرباء، وفي الوقت نفسه نشير إلى المشاغل المشروعة التي عبرت عنها مصر والسودان بشأن التبعات السلبية الممكنة لتشغيل هذا السد، في غياب اتفاق حول تقاسم الموارد المشتركة، فلا بديل لتسوية هذا النزاع إلا من خلال السبل السياسية بمشاركة الدول الثلاث، ونحن على قناعة بأن السعي نحو حل يجب أن يجري في إطار محتوى اتفاق الخرطوم، لقد تم إحراز الكثير على المستوى الثلاثي في مجال طريقة عمل هذا السد.
وأضاف مندوب روسيا في كلمته، التفاهم المتبادل والثقة أمران أساسيان، أما صب الزيت على النار والتهديد باستخدام القوى أمر يجب منعه وتفاديه، وسنكون صريحين، نعبر عن قلقنا إزاء تنامي الخطاب التهديدي الذي لا يؤدي إلى حل متفاوض عليه، فنحن على ثقة بأن الاتفاقات حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب ألا تؤدي إلى تهديد السلم والأمن، وبرأينا أن التوصل إلى اتفاقات حول ملء السد وتشغيله قد يؤدي إلى نزع فتيل التوتر بين الأطراف، ويساعد في التوصل إلى اتفاق متفاوض عليه ومقبول من قبل كل الأطراف، وأن أفضل طريقة هي التفاوض على الوثيقة بين كل دول حوض النيل التي يجب أن تحدد طرق استخدام المياه بشكل متساوِ».
وأكمل مندوب روسيا، كما نقدر المشاركة الفعلية للاتحاد الإفريقي لحل هذه المسألة بما في ذلك لجنته للخبراء الفنيين والقانونيين، وقدرة هذه المنظمة الإقليمية على حل هذه الأزمة المائية لن تستخدم بشكل كامل بعد، وبالتالي ندعو رئيس الاتحاد الإفريقي إلى مضاعفة جهوده في هذا المجال، فرفع عدد الوسطاء أو مراقبي المفاوضات لن يضيف قيمة برأينا إلا أن مشاركتهم ممكنة بموافقة الأطراف».
وأكمل مندوب روسيا: «نتقدم بمقترح ملموس لكل الأطراف المعنية، بما أنها كلها موجودة معنا في نيويورك لماذا لا تقوم وساطة رئيس الاتحاد الإفريقي بعقد مشاورات جانبية حول السد؟. برأينا سيشكل هذا أفضل مساهمة يقدمها المجلس للتوصل إلى حل في روح المبادئ التي نتشاركها جميعًا.
واختتم المندوب الروسي، أن أي الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، ونشدد هنا على استعداد روسيا لتقديم المساعدة لحل هذه المشكلة المعقدة؛ فإثيوبيا ومصر والسودان أصدقاء مقربون لنا، ونأمل فعلًا أن يتمكنوا في وقت قريب من حل هذه المشاكل، ويتفقوا على أساليب ملء السد والتوصل إلى حلول بتقديم تنازلات. ونود التأكيد على استعدادنا لتقديم وسائل الرصد عن بعد لملء السد إذا ما طلبت منا الدول الثلاث القيام بذلك، وشكرًا.