كتبت_ياسمين أحمد
“قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بزاهد متعبد”..من أشهر أغاني التراث الشعبي وعاشت أكثر من ألف عام، ولهذه القصيدة قصة شهيرة وهي تروي حكاية تاجر يبيع خُمرا من العراق، باع جميع خُمره إلا السوداء منها، فلجأ إلى ربيعة بن عامر التميمي، وكان شهيرا في ذلك الوقت باسم “مسكين الدرامي”، وهو أحد سادات قبيلة بني دارم والتي كانت توجد بالعراق في عهد الدولة الأموية والذي تميز بفصاحة شعره، خاصة في مدح معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد.
عرف ربيعة بن عامر التميمي بين كبار الشعراء في مدح معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، وعُرف بين كبار الشعراء قبل أن يعتكف للعبادة والتنسك، وطلب التاجر من ربيعة أن ينظم أبياتا في بضاعته خشية كسادها، ورفض في البداية لكنه استجاب لطلب التاجر بعد إلحاحه الدائم والمستمر.
خرج الشاعر من المسجد وراح يلقي أبياته بين الناس :” قد كان شمر للصلاة إزاره حتى قعدت له بباب المسجد قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بزاهد متعبد”، وشاع بين الناس أن الشاعر قد ترك الزهد، وعشق صاحبة الخمار الأسود، فتنافست النساء لشراء الخُمر السود، حتى نفدت جميع الخُمر من التاجر وعاد إلى دياره واستمر الشاعر بعدها في اعتكافه.
مع الوقت تحولت الأبيات إلى قصيدة مغناة بأصوات العديد من المطربين العرب، ومن أشهرهم الفنان العراقي ناظم الغزالي وصباح فخري وغيرهم من الفنانين.
اقرأ أيضا: