أكبر قضية طلاق في تاريخ بريطانيا|منذ ساعات أمرت محكمة بريطانية، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بدفع 554 مليون جنيه إسترليني أي ما يقارب تقريباً 700 مليون دولار لتسوية خلاف مع زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين على حضانة طفليهما.
وكانت صحيفة التايمز قد كشفت في وقت سابق أن قضية طلاق حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، والأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، أكبر قضية طلاق في تاريخ بريطانيا، إذ من المتوقع أن تصل قيمة التسوية إلى رقم قياسي.
وقال القاضي في حالة تلك قضية طلاق حاكم دبي “إنها لا تطلب مكافأة لنفسها بل تأمين” وتعويض عن ممتلكاتها التي ضاعت نتيجة انفصالها عن زوجها.
أكبر قضية طلاق في تاريخ بريطانيا
خلصت المحكمة العليا البريطانية أن قضية طلاق حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، أمر بالتجسس على هاتف زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، باستخدام برنامج بيغاسوس.
وأفادت تقارير إخبارية أن شركة (إن.إس.أو) الإسرائيلية أنهت تعاقدها مع الإمارات العربية المتحدة لاستخدام أداة التجسس الحكومية القوية (بيغاسوس) لأن حاكم دبي كان يستخدمها لاختراق هواتف زوجته السابقة.
وبحسب ما أعلنت المحكمة، فإن بن راشد كان قد أمر باختراق أجهزة هواتف زوجته، خلال فترة قضية طلاقهما حق حضانة طفليهما”، مؤكدة أنه أعطى “تفويضًا صريحًا أو ضمنيًا” للتجسس، باستخدام برنامج بيغاسوس.
وأضافت أنه أجاز كذلك إدخال هذا البرنامج في هواتف المحامين والمساعد الشخصي واثنين من أفراد الفريق الأمني لزوجته البالغة من العمر 47 عامًا والتي شن ضدها “حملة تخويف وترهيب”.
وفي حكم صدر الأربعاء 6 أكتوبر، قال رئيس قسم الأسرة في المحكمة العليا بإنجلترا وويلز، أندرو ماكفرلين، إن الأطفال يجب أن يعيشوا مع والدتهم.
وأشار إلى حكم سابق صدر في مارس، خلص إلى أن الشيخ محمد بن راشد البالغ من العمر 72 عاما عرض الأميرة هيا لحملة ترهيب جعلتها تخشى على حياتها.
وخلص القاضي إلى أن الشيخ محمد رتّب لخطف ابنتيه شمسة، التي كانت تبلغ من العمر 18 عاماً، عام 2000 من شوارع كامبريدج في وسط إنجلترا، وإعادتها إلى دبي.
كما وجد القاضي أن الشيخ محمد رتّب لأن تعمد قوات الأمن الهندية إلى خطف شقيقة شمسة الصغرى، لطيفة، من قارب في المياه الدولية قبالة الهند عام 2018.
وأضاف ماكفرلين: “مثلما أثبتت الحقائق السابقة، فإن الأب، وهو رئيس حكومة الإمارات العربية المتحدة، مستعد لاستخدام ذراع الدولة لتحقيق ما يعتبره حقاً … لقد عمد إلى مضايقة وترهيب الأم قبل رحيلها إلى إنجلترا ومنذ وصولها إليها”.
وقال القاضي البريطاني إن “النتائج تمثل انتهاكاً تاماً للثقة وفي الواقع إساءة استخدام للسلطة إلى حد بعيد”.
ومدد ماكفرلين أيضاً أحكام أمر سابق بعدم التعرض والمضايقة، والذي منع الشيخ محمد من شراء أي أرض أو ممتلكات بالقرب من منزل هيا في ريف بيركشير، غرب لندن، بعد أن حاول وكلاؤه شراء قصر مطل على منزلها تبلغ قيمته 30 مليون جنيه إسترليني.
من جانبه، رفض الشيخ محمد آل مكتوم ما خلصت إليه المحكمة، قائلاً إنها تستند إلى صورة غير مكتملة الأركان.
وأضاف في بيان أنه لطالما أنكر المزاعم الموجهة ضده وما زال على موقفه، وأن النتائج استندت إلى أدلة لم يُكشف عنها له أو لمستشاريه، ولذلك يصر على أنها قدمت بطريقة غير عادلة.
وظهرت عملية التجسس على هيا والمرتبطين بها في البداية منذ العام الماضي، بمن فيهم المحامية فيونا شاكلتون وهي عضوة في مجلس اللوردات البريطاني، والتي مثلت ولي العهد الأمير تشارلز في طلاقه من زوجته الراحلة الأميرة ديانا.
يذكر إنه بمجرد تثبيته، يمكن لبرنامج بيغاسوس تتبع موقع الشخص وقراءة رسائله وبريده الإلكتروني والاستماع إلى مكالماته وتسجيل نشاطه المباشر بالإضافة إلى الوصول إلى التطبيقات والصور وتشغيل الكاميرا والميكروفون عن بُعد.
وطالبت الأميرة، وهي الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني ملك الأردن، بإجراءات لحماية ابنتها من إخضاعها للزواج عبر الإكراه، وكذلك بإجراءات لحمايتها هي نفسها، بعدما فرت في بداية 2019 من الإمارات العربية المتحدة إلى انجلترا.
كما قالت الصحيفة إن الأميرة هيا (47 عاماً)، تطالب بحصة من ثروة آل مكتوم (72 عاماً)، بموجب قانون الطلاق بالمملكة المتحدة.
بينما قال مراسل “التايمز”، ديفيد براون، إن جلسة استماع ستُعقد على مدى 10 أيام في المحكمة العليا، ستقرر حجم المبلغ الذي ستحصل عليه الأميرة وولداها.
وأضاف براون أن تفاصيل الاستماع في قضية طلاق حاكم دبي لا تزال سرية حتى هذا الوقت، لكن الخبراء يتوقعون أن قيمة التسوية المالية قد تزيد على الـ450 مليون جنيه إسترليني (حوالي 619 مليون دولار أمريكي) التي منحتها محكمة بريطانية عام 2017 لـ”تاتانيا أحميدوفا”، طليقة الملياردير الروسي فرهد أحميدوف، وتم تخفيض المبلغ إلى 150 مليون في شهر يوليو.
وتمثل الأميرةَ المحاميةُ البارونة المحافظة شاكلتون التي تضم قائمةُ زبائنها في قضايا الطلاق الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني.
فيما كانت الأميرة هيا، وهي أصغر زوجات حاكم دبي، قد هربت إلى لندن مع ولديها في عام 2019 بعدما اتهمها بعلاقة مع حارسها البريطاني.
وكانت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، قالت يوم 12 أكتوبر الماضي، إن العلاقات بين الأميرة هيا بنت الحسين وزوجها الملياردير الإماراتي وحاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصلت مؤخراً إلى مستوى سيئ للغاية، لدرجة أن الأميرة شعرت بأنها “مُطارَدة طوال الوقت”، وأنَّه “ما عاد لها مكان تستطيع الذهاب إليه لتكون آمنة”، حتى في المملكة المتحدة، حيث تبدأ حياة جديدة بعد انهيار علاقتهما.
وبحسب الصحيفة، فقد اتضحت مرارة المعركة بين الأميرة الأردنية والشيخ محمد بن راشد في 11 حكماً قضائياً، نشرتها المحكمة العليا في بريطانيا علناً هذا الأسبوع، تُهدّد بتشويه السمعة الدولية لأحد أهم قادة الخليج.
وبيَّنت المحكمة كيف كان محمد بن راشد “لديه استعداد لاستخدام ذراع دولة الإمارات لتحقيق أهدافه الخاصة، فيما يتعلق بالنساء في عائلته”، وشن “حملة تخويف وترهيب” واسعة ضد الأميرة هيا.
وخلص قاضي المحكمة العليا إلى أنَّ محمد بن راشد “استخدم ثروته الضخمة وقوّته السياسية ونفوذه الدولي” ضد هيا، وضمن ذلك السماح لوكلائه باختراق هاتفها الجوال، باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، الذي طوّرته شركة NSO” Group” الإسرائيلية.
تتجاوز تداعيات هذه الأحكام حدود دولة الإمارات، حيث يتمتع محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، بعلاقات عميقة مع المؤسسة البريطانية.