فنانة بسيطة، طلتها مبهجة، وأداؤها عفوي وتلقائي، حجزت لفنسها مكانة خاصة في السينما المصرية بدور الحماة الذي تميزت فيه.. إنها ماري منيب، التي حلّ أمس 21 يناير، ذكرى رحيلها، في عام 1969.
وُلدت ماري منيب في 11 فبراير 1905 بسوريا، واسمها الحقيقي هو “ماري سليم حبيب نصر”، ورغم مولدها وأصولها الشامية فإنها باتت واحدة من أكثر الوجوه السينمائية مصريةً في تاريخ الفن، باللكنة والملامح وخفة الظل.
ورغم كونها عملاقة في الكوميديا، فإن هناك محطات في حياة ماري منيب كانت مليئة بالدراما والمعاناة، لاسيما قصة انتقالها وهي طفلة مع عائلتها إلى مصر.
في كتاب “الضاحكون الباكون” لأمل عريان فؤاد، تقول المؤلفة إن “ماري” عندما جاءت إلى مصر كانت ابنة ستة شهور فقط، وتحكي أن والدها “الخواجة سليم” قرر أن يأتي إلى مصر ليضارب في القطن، أملا في تعويض خسائره المتلاحقة في الشام.
وتضيف المؤلفة أن غيبة الأب طالت في “المحروسة”، فاستبد القلق بالأم التي قررت أن تسافر وراءه إلى القاهرة، وهنا تتدخل الأقدار بشكل درامي، ففي نفس توقيت سفر الأم، كان الأب مغادرا القاهرة في طريق عودته إلى الشام، لكنه لم يكمل طريقه بسبب إصابته بمرض أثناء رحلة العودة.
هنا قررت الأم الاستقرار في القاهرة نهائيا وعدم العودة إلى سوريا، وهدتها السُبل إلى الإقامة في حي الفجالة بجوار ميدان “باب الحديد” أو “رمسيس”.
وتشير مؤلفة الكتاب إلى أن أسرة ماري منيب استقرت في شقة متواضعة بالدور الأرضي لا يزيد إيجارها عن سعين قرشا، ولم يكن لدى والدة ماري أي مصدر للدخل إلا عملها في الحياكة.
اقرأ أيضا: أبرزهم «المليجي» و«ماري منيب».. فنانون فشلوا في الغناء فقادهم التمثيل للنجومية