تترقب الأسواق التغيرات في السياسات النقدية العالمية، خاصة بعد اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي قد يكشف عن مزيد من التوقعات بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، وسط استمرار سعر أونصة الذهب في الارتفاع نتيجة ضعف الدولار الأمريكي، وينتظر المستثمرون مزيدًا من الإشارات من اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار الفائدة الأمريكية، وارتفعت الأوقية بنحو 5 دولارات، لتسجل 2028 دولارًا.
توجهات السياسة النقدية
وترتفع أسعار أوقية الذهب في حين تترقب الأسواق محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية البنك الفيدرالي الأمريكي عن شهري يناير اليوم، للحصول على إشارات أكثر وضوحًا حول توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة، بعد أن سادت حالة من الضبابية وانعدام الرؤية حول مصير أسعار الفائدة، وما إذا كان البنك المركزي قد يفكر في الخفض في اجتماع يونيو المقبل بعد أن تقلصت فرص الخفض في اجتماع مارس، مع ارتفاع معدلات التضخم.
الفيدرالي الأمريكي
وتظل توقعات انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية في نهاية عام 2024 تدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في بعض الدول كما هو الحال في بريطانيا التي شهدت زيادة في الطلب على الذهب بنسبة261% نتيجة لسقوط اقتصادها في ركود فني.
توقعات عالمية
وفي سياق متصل، توقعت “سيتي جروب” أكبر شركة للخدمات المالية في العالم، ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية بصورة حادة لتسجل مستوى 3000 دولار، في فترة تتراوح بين 12 و 18 شهرًا، وذلك بفعل عدة عوامل، من بينها تعرض الأسواق العالمية لحالة من الركود التضخمي، الذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بسرعة، وتزايد مشتريات البنوك المركزي من الذهب لتنويع الاحتياطيات وتقليل مخاطر الائتمان.
وعانت أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي من انخفاض إلى أدنى مستوى في 3 أشهر عند 1984 دولار للأونصة متأثراً ببيانات التضخم الأمريكية، ومنذ بداية الأسبوع الجاري وجد الذهب الدعم من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مع استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بعد الهجوم على سفينة شحن تابعة لبريطانيا في مضيق باب المندب.
الأسواق المالية الأمريكية
بالإضافة إلى هذا نجد أن اغلاق الأسواق المالية في الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس بسبب عطلة ساعد على تعافي أسعار الذهب لأن الدولار الأمريكي عانى من تحركات ضعيفة للغاية الأمر الذي دفع الذهب إلى التوسع في مكاسبه.
قالت ماري دالي رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لضمان استقرار الأسعار. كما حذر مسؤول آخر في بنك الاحتياطي الفيدرالي من تأخير
تخفيضات أسعار الفائدة لفترة طويلة
كما أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي أن بيانات التضخم الأخيرة لا تزال سياسة البنك في الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2٪. وأن ارتفاع التضخم في يناير أعلى من التوقعات
لا يعني تغير مسار التضخم بعيدا عن مستهدف البنك الفيدرالي.
تأتي هذه التعليقات من أعضاء البنك الفيدرالي قبل محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يصدر غداً
الخميس، والذي تنتظره الأسواق لمعرفة المزيد من التطورات في مستقبل السياسة النقدية الأمريكية ومستقبل أسعار الفائدة.
الفائدة الأمريكية
لكن يجدر القول أن محضر اجتماع الفيدرالي قد لا يعطي الأسواق شيء جديد، وذلك لأن تصريحات أعضاء البنك مؤخراً قد أوضحت كل النقاط للأسواق، وأظهرت دعم الأعضاء لفكرة استمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت لضمان انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام قبل اللجوء
إلى خفض أسعار الفائدة
وقد تغيرت توقعات الأسواق بالفعل وفقاً لهذه التصريحات والتي دعمتها البيانات القوية عن قطاع العمالة وبيانات التضخم الأعلى من المتوقع في يناير الماضي، وتضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 76% أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة في اجتماع شهر يونيو.
منذ أواخر شهر نوفمبر 2023 ارتفع سعر الذهب فوق المستوى 2000 دولار للأونصة ليشهد 12 أسبوع متتالي من التداول فوق هذا المستوى بدون تسجيل أي انخفاض أسبوعي تحته، وهو ما تسبب في اكتساب الذهب قوة تمنعه من الهبوط بشكل حاد حتى مع تغير نظرة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة
الأمريكية.
صناديق التحوط
أيضاً خلال هذه الفترة استقرت تداولات الذهب بين المستويات 2000 – 2050 دولار للأونصة لمعظم الفترات، والآن التوقعات بالنسبة للذهب تصبح غير واضحة، وهل سيستمر في الارتفاع أم يعود إلى الهبوط من جديد.
مخاوف التضخم المتماسك في الولايات المتحدة دفعت صناديق التحوط إلى تصفية مراكز الشراء في الذهب وزيادة رهاناتها على المضاربة على الهبوط، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.
وقد أشار بنك سوسيتيه جينرال أن سوق الذهب قادت خروج التدفقات النقدية من أسواق السلع خلال الأسبوع الماضي، حيث خرجت 6.9 مليار دولار من عقود الذهب.
وقد أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) للأسبوع
المنتهي في 13 فبراير أن مديري الأموال خفضوا إجمالي مراكز الشراء في عقود الذهب الآجلة في كومكس بمقدار 13674 عقدًا إلى 100642 عقد. وفي الوقت نفسه ارتفعت مراكز البيع بمقدار 20219 عقد إلى 66466 عقد.