ليست مغامرة صحفية أراد الرجل الستيني القيام بها ليعيش داخل عالم المشردين ويكتب ماعايشه في الشارع من التعرض لعصابات وطامعين، بل أنها قصة حقيقية عاشها صحفي مضى عمره في بلاط صاحبة الجلالة يعلم تلاميذه الفنون الصحفية ويكتب معبراً عن آلام الناس، كان عم إبراهيم صحفي ورئيس تحرير عاش يحلم بتوصيل صوت الملايين والتعبير عن المواطنين، ترأس عدة صحف وعاش حياته ممسكا بقلمه.
لم يتصور إبراهيم الذي كتب عن آلام الناس في صفحات أن يصل به الحال ليكون حالة إنسانية يكتب عنه تلاميذه، فبعد أن انقطعت الأرحام وتخلى عنه الأهل والأبناء إثر تعرضه لأزمة كبيرة لجأ للرصيف ينام عليه، رفق به أهل الخير فاستأجروا له غرفة بالإيجار لينام بها بدلا من الشارع ولكنه تعرض لحادث نتج عنه إصابة بالقدم وعجز عن الحركة وانتهى به الحال قعيد في غرفة غير آدمية.
استجابت لحالته مؤسسة “معانا لإنقاذ إنسان” وانتقل فريق من المتطوعين لإنقاذ عم إبراهيم وبعد عمل الفحوصات تبين أنه يعاني من ارتفاع بضغط الدم ،العجز عن الحركة ،قرح متفرقة بالجسد ،التهابات بالعين وقصور بوظائف الكلى.
وأوضحت المؤسسة،” الحمد لله الان عم إبراهيم معانا وتحت رعايتنا وجارى التعامل من الفريق الطبي والاخصائيين بالمؤسسة وبإذن الله ربنا يقدرنا ونعوضه خير عن كل العذاب اللى عايشه ويعيش معانا حياه كريمه يستحقها الإنسان ” .
مؤسسة معانا ترفع شعار “أصبح للرحمة عنوان”
ورفعت مؤسسة (معانا لإنقاذ إنسان) شعار لها بجميع مقراتها وهو ( أصبح للرحمة عنوان)، إذ أنها تهتم بجمع المشردين من الشوارع من كبار السن، والعمل على رعايتهم داخل المؤسسة، وذلك بخطوات يقوم بها فرق الإنقاذ التابعة للمؤسسة، والمنتشرين فى جميع محافظات الجمهورية بشكل تطوعى بعد إبلاغهم بوجود حالة من المشردين أو من لا مأوى له بالشارع، من خلال إرفاق صورة للحالة مع البلاغ على صفحة المؤسسة ليتحرك فريق الإنقاذ والتعامل معه واصطحابه للمؤسسة.
وقال المهندس محمود وحيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أننا لا نرفض استقبال أى حالة فى الغالب، لكن نضطر لرفض الحالات النفسية التى تعانى من أمراض نفسية حادة، كي لا يؤذى غيره داخل الدار لأن لدينا كبار السن، وأحيانا بسبب نقص كمية التبرعات لا نتمكن من استقبال كافة الحالات،نظرا لعدم وجود أماكن فارغة كافية وهناك أولويات في استقبال الحالة لأنها تتكلف شهريا حوالي 5 آلاف جنيه من غذاء وأدوية وملابس.
وتابع: الحالات تنعم لدينا بحياة كريمة، لأننا نعمل على أهداف أعلى من إطعام وإيواء هؤلاء الناس، ولكن نؤهلهم أيضا للعمل، وبالفعل نوفر لهم فرص عمل وزواج، كما قمنا بإعادة عدد كبير (ما يزيد على 500 حالة) من الحالات لأهاليهم .
اقرأ أيضا:
الرحمة هي إعادة شاب للحياة.. «معانا» تنقذ مصطفى من التشُرد