السحب مظهر من مظاهر تكاثف بخار الماء بالهواء وعن التكاثف فهو يحدث مع وصول الهواء الي مرحلة التشبع ، وهذه العملية – عملية التشبع – تتحكم فيها مجموعة من العوامل أهمها استمرار استقبال الهواء لكميات إضافية من بخار الماء أو انخفاض درجة حرارته لسبب ما .
ومع وصول الهواء إلى مرحلة التشبع يبدأ بخار الماء فى التكاثف وهي عملية يتم من خلالها تحوله من حالة غير مرئية الى حالة مرئية …….من ذلك مثلا تحوله الى قطرات مائية صغيرة جدا تبقي عالقة فى الجو تتجمع حول نويات – جمع نواة – التكاثف
وهذه القطرات الصغيرة إن تشكلت قريبة من سطح الأرض فهي تشكل ضبابا وان تشكلت بعيدة عنه فهى تكون سحبا- وكلاهما يشبه ببطانية اهل الارض!!!
وعن أسباب نشأة السحب فهي نتيجة لاي عامل يترتب عليه تصعيد الهواء الرطب الى طبقات الجو العليا كما هو الحال عند وجود تيارات الحمل – تيارات هوائية صاعدة – او نتيجة لاعتراض الجبال لحركة الرياح مما يؤدي الي صعود الهواء.
وعن أنواع السحب فهى متعددة وكذلك الحال بالنسبة لمسمياتها ومن بين هذه الأسماء …. السمحاق – الطبقي – الركامي – المزن – وعن الاسم الأخير فهو من أهم أنواع السحب التى يترتب عليها سقوط المطر بكثافة . قال الله تعالي : ” اانتم أنزلتموه من المزن ام تحن المنزلون” . الواقعة (69) …. ولكون المطر ارتبط سقوطه كثيرا بسحب المزن بشكل فجائي- انهمار- الى جانب توقفه بشكل فجائي فكثيرا ما يصف ويشبه البعض دموع المرأة المستعطفة للآخرين بالمزن عندما يقولوا ” دموع كدموع المزن …دمع ولا حزن ” !!!!!
وبعد هذا الاستهلال الطويل … نقول ان حدوث التكاثف بأنواعه المختلفة يكون أكثر قربا وارتباطا بفصل الشتاء لعدم قدرة هواء هذا الفصل البارد على استيعاب نسبة كبيرة من بخار الماء ومن ثم وصوله السريع الى مرحلة التشبع وما يتبعها من مظاهر التكاثف.
وفى مناخنا الجاف وحيث أننا نفتقر كثيرا الى عوامل تصعيد بخار الماء الى طبقات الجو العليا فإننا نادرا ما نشاهد السحب وما يتبعها من أمطار…. اللهم الا فى الشتاء او فى فصلي الاعتدالين (الربيع والخريف ) وفى كل الحالات يحدث ذلك على استحياء شديد جدا ، وهي ان حدثت وتشكلت (السحب) فالي جانب فضلها المطري فهي تسهم فى دفء الجو فى الأجواء الباردة وهذا ما يحسب لها فى الشتاء
اما ان تتشكل سحب فى فصل الصيف المعروف بدرجة حرارته المرتفعة فهذا امر نادرفى المناخ الجاف، وان حدثت فهي بذلك تضيف عبء جديد على سكان هذه المناطق لكونها تسهم بدخول الأشعة الى الأرض وتحتفظ بها لمدة طويلة مما يسهم فى استمرارارتفاع درجة الحرارة وزيادة الإحساس بها بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة
وان كان لها من دور ايجابي فهى ما تسببه من ظل أو ما تسقطه احيانا من رذاذ يلطف قليلا من الاجواء الحارة
وفى المجمل صيف بدون سحب خير من صيف ملبد بها لاسيما فى لياليه ، وعلى النقيض ؛ شتاء ملبد بالسحب خير من شتاء بدونها لاسيما فى لياليه أيضاش .