خرجت دعوات بـ كندا، تطالب بإلغاء الاحتفالات باليوم القومي لتأسيس الدولة، بعد اكتشاف قبور جهولة للسكان الأصليين بمقاطعة ساسكاتشوان الجنوبية.
وتأتي هذه الدعوات بإلغاء الاحتفالات بـ”يوم كندا”، بعد الاكتشاف الأخير لمئات القبور المجهولة في مدارس داخلية سابقة في مقاطعة (ساسكاتشوان).
ولاقت الدعوات ترحابا من عدة مدن بالفعل، ألغى المسئولون بها الاحتفال باليوم الوطني لكندا، بينما أجلت بعض المدن الاحتفالات، مما يزيد من الضغط على رئيس الوزراء جاستن ترودو، لإلغاء الاحتفالات بيوم كندا.
ويحتفل الكنديون في الثالث من يوليو كل عام، بتوحد 3 مقاطعات وتشكيل كندا الموحدة عام 1867، وتعد عروض الألعاب النارية أكثر ما يميز تلك الحفلات.
من جهة أخرى، يمثل اليوم ذكر ألم وقسوة لبعض السكان الأصليين، بسبب تاريخ الاستعمار والعنف ضدهم.
وقد عثرت السلطات الشهر الماضي في مقاعة بريتش كولومبيا بالغرب الكندي على رفات 215 طفلا في مدرسة داخلية أقامها المستعمرون البريطانيون لجمع السكان الأصليين من الهنود وتغيير هويتهم.
كان أطفال السكان الأصليين يدرسون في مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، وهي مدرسة داخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وتم إغلاقها نهائيا عام 1978.
كما أعلن قدموس ديلمور زعيم لسكان أصليين في كندا، أمس الخميس، اكتشاف أكثر من 750 قبرا في عمليات تنقيب داخل موقع مدرسة داخلية سابقة في مقاطة ساسكاتشيوان في غرب كندا.
الموقع مسرح جريمة
وقال قدموس ديلمور- في مؤتمر صحفي حول الاكتشاف الثاني من نوعه في أقل من شهر: “باشرنا التنقيب عبر استخدام رادار لجوف الأرض في الثاني من يونيو وإلى الأربعاء، اكتشفنا 751 قبرا مجهولة الهوية”، مضيفا “الأمر لا يتعلق بمقبرة جماعية، إنها قبور لا تحمل شواهد”.
وأوضح ديلمور أنه في الماضي قد تكون وضعت إشارات تدل على هويات المدفونين في هذه القبور لكن “ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية أزالوها”، مشددا على أن الموقع “يعد مسرح جريمة”.
وتعود القبور لأطفال من السكان الأصليين دخلوا تلك المدارس التي كانت تشرف عليها الكنيسة الكاثوليكية، وقد بقيت تلك المؤسسات التعليمية مفتوحة حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو، العثور على هذه القبور بأنه “تذكير مخز بما تعرّضت وما زالت تتعرّض له الشعوب الأصلية في هذا البلد من عنصرية ممنهجة وتمييز وظلم”.
ودعا ترودو إلى “الإقرار بهذه الحقيقة واستخلاص العبر من ماضينا والمضي قدما في مسار مشترك للمصالحة لكي نتمكن من بناء مستقبل أفضل”.