ماذا بعد أن مات الطفل ريان وايقظ ضمير الأمة لخمس أيام ، عشناها على مستوى الوطن العربي أبقظ السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي تكبير وتهليل توجهت الملاين بالدعاء والابتهال لله لــ يعيده لوالديه وأمه الذى تقطع قلبها عليه خمس أيام، والطفل الصغير في قاع البئر أنه الأمر المحزن المخزي. يا إلهى كم مره تألم؟ وكم مره نادى اماه وأبتاه ؟ وكم مره بكى ودموعه أحرقت وجنتاه؟ ،وماذا كان يشعر بظلمة البئر.!؟ بكل تأكيد كان يؤنسه نور الإله في غيابات الجب.!؟ كم وكم هل كان خائفا عندما أستقر بالقاع؟! أنا شخصياً أعلم علم اليقين دون شك أو ريبه أن عين الله ورعايته كانت ترعاه وتحنو عليه أكثر من والديه ومنا جميعاً.
يذكرنا “ريان” بـ قصة سيدنا يوسف عندما القوا به اخوته في البئر والبئر عميقه وكانت البئر وسط الغابة والغابة موحشة وفى الليل والليل مظلم! تأمروا عليه ظنناً منهم أن أباهم يحبه اكثر منهم فقرروا قتله وألقوا يوسف في بئر الغابة ولم يرحموا يوسف الصغير ولا أباه الشيخ الكبير، والله قال له لا تحزن ولا تخف ان الله معاك ، أن يوسف ألقوه أخوته في الجب ، فمن الذى ألقى بـ ريان في البئر ها هو الطفل الصغير مات من أجل يوقظ ضمائرنا المنغمسة في الملذات وعقولنا التائه في دروب الحياة بين الحقيقة والسراب، دعونى اسأل نفسى “من يسأل عن البئر الذى سقط فيه “ريان” ومن الذى يسأل عن الآبار التي سقطوا فيها أطفالنا المشردين على مستوى اوطاننا العربية.
الملاين في عالمنا العربي والإسلامي مثل ريان سقطوا في آبار الجشع والطمع ماتوا على أعتاب الدول ،والمئات يموتون بالمخيمات.! والمئات يموتون تحت القصف والاحتلال ، أيحق لنا أن نسأل؟ كم ريان مات من صقيع الشتاء.! كم ريان أحرقته الشمس دون أن يحرك صراخه من لسعاتها ضمائرنا.!؟ أنتفض الإعلام العربي مرة واحده لينقل للعالم الجهود المبذولة لإنقاذ الطفل البئر، ولماذا لم ينتفضوا لينقلوا للعالم ملاين المشردين من أطفال العالم العربى؟!، أن عدد أطفال سوريا يتجاوز المليون حسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة ممن أجبروا على الفرار وتركوا ديارهم خوفاً من الموت!؟ أليسوا هؤلاء اطفال يستحقون الاهتمام كـ ريان أنهم انتزعوا من ديارهم ومن أهاليهم ويواجهون نفس مصير ريان ، وأكثر من مئة الف طفل يموتون سنوياً نتيجة الأمراض الفتاكة حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة باليمن واكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية عالمنا العربية يعانى من أزمة إنسانية حقيقة لذلك ربنا جعل ريان رسالة وانذار لنا يجب علينا ان محاسبة أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله على انسانيتنا الميته! اخيراً هل ضمير العالم العربى سيظل يقظ بعد هذا المشهد الذى رأيناه على مدار الأيام الماضية أم لا.