نفيق يومياً في صعيد مصر، وتحديداً بمحافظة سوهاج، وبالأخص في مركز دار السلام والعديد من قراه ومثال لذلك إحدى قرى البلابيش العزيزة على قلوبنا (القوصة) إما على حادث اختفاء مقتنيات ثمينة لبعض المنازل، أو وقوع مشاجرات جماعية، أو حدوث تجاوزات تسبب أضراراً نفسية جسيمة للعائلات المحترمة التي تقطن هناك.
كل ما سبق هو بعض من تجاوزات عديدة يقاتل رموز العائلات وشبابها الشرفاء وهم كُثر في قريتنا المحترمة سابقة الذكر لمعالجتها سريعاً حتى لا تتفاقم الأوجاع، وتكون الإساءة للشكل العام كبيرة، إلا أن العارفين ببواطن الأمور وصعوبة ما قد يترتب على تلك التجاوزات من آثار ينتظرون تفاعلاً سريعاً وصارماً من الجهات الأمنية، إذ يقول السواد الأعظم من شباب العائلات المحترمة “ليذهب الشكل العام إلى الجحيم ولننقذ شبابنا وأولادنا”.
لم يكن لمثل هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا أن تحدث في بقاع مهمة بدار السلام السوهاجية عامة لولا أن تحول شخص يحمل اسمه صفة الإيمان “المؤمن” وأمثاله إلى تجار “شبو”.
من هنا يبدأ بلاغي إلى الوزير الإنسان اللواء محمود توفيق، إلى مدير أمن سوهاج المشهود له بالكفاءة صاحب الأيادي البيضاء اللواء حسن محمود، إلى مدير مباحث المحافظة اللواء عبدالحميد أبو موسى صاحب الكفاءة الشرطية المعهودة فيه إلى مأمور وضباط مباحث مركز شرطة دار السلام.
لقد تحول ذلك المؤمن بين يوم وليلة إلى واحد من أباطرة تجارة الموت (الشبو) بدعم من خفافيش الظلام، تجار الكيف.
فبعد أن سافر إلى دولة الكويت وظل بها لسنوات صدرت بحقه أحكام انتهت بإبعاده عن البلاد بعد أن وقع في فخ نصبته له الداخلية الكويتية بعد أن تأكدوا من ممارسته للتجارة المشبوهة، ليلقى عقابه ثم طرده غير مأسوف عليه.
لم تنته الحكاية عند هذا الحد، بل بدأت!
مع عودة مؤمن الذي أبعد ما يكون عن الإيمان بقلبه الحقود، التحق بمجموعة من أزلامه ممن تعرف عليهم بحكم نشاطاتهم السابقة في قاهرة المعز، لم يواجه صعوبات في إقناعهم بقدراته الفائقة وإمكانية فتح أسواق جديدة لهم، فاختار مسقط رأسه ليرد الجميل لبلده.
أي جميل هذا، الذي يهدم البيوت ويدمر الشباب ويقتل البراءة؟!
نجح المؤمن في اختراق صمت القرية، فروّج لتجارته الجديدة كُلياً علينا، يجلبها من القاهرة بمعاونة بعض أعداء الوطن الذين جندوا العديد من صبيانهم لتوزيع البضاعة.
اعتاد مؤمن في تلك الأثناء زيارة قريته ليلاً، حتى أنه قدم مرة في ظل حراسة غير معلومة، ليكشف النقاب عن شخصيته الجديدة، إنه رجل الأعمال الناجح، أقصد الشيطان الضاحك، فملامحه تحمل ابتسامة كما الثعبان في شكله.
يختفي مؤمن ثم يعود مرة أخرى ليجند العديد من أبناء القرية والقرى المجاورة لترويج بضاعته نظير مكاسب خيالية، حتى بات (الشبو) ينخر عقول الكثير من شباب القرية ومجاوريها.
الكارثة الكبرى يا سادة أن بعض النساء من خارج البلابيش بتن ضمن منظومة التوزيع بالمركز والمراكز المجاورة أيضاً وذلك ضمن مخططات جهنمية تُبعد العين عن رأس الأفعى.
يختفى المؤمن وظهر العشرات من الشباب الذي استهواه جمع المال على حساب جثث الشباب، فكل منهم بات أو أوشك أن يكون مؤمناً جديداً، الضحايا تتزايد، وصرخات الأمهات تهز الآذان، ألسنة الخراب تمتد لتطال البيوت والأسر، فهل ننتظر دماراً شاملاً، أم يتحرك رجالات الداخلية الأوفياء من دار السلام وهم أقدر على جمع المعلومات وتقديم هؤلاء للعدالة. نترقب تحركاً سريعاً من الوزارة ومديرية الأمن لتضييق الخناق على هذا المؤمن وأعوانه، رأفة بشبابنا وبأبناء العائلات بقرانا ومركزنا ومحافظتنا.
إن بعض أبنائنا يا سادة باتوا دروعاً مدافعة عن هذا المؤمن، فهم المستفيدون منه ومن تجارة (الشبو) النجسة، نعم فهو قادر على إغواء فريسته من الشباب بذكاء، مستغلاً وضع عائلاتهم الاجتماعي وحرصهم على الشكل العام، وبذلك سيكون المؤمن بأمان!
في المقابل يقف “الشرفاء” من أهلنا بالقرية وهم كُثر بمن فيهم عائلات ذلك المؤمن وزبانيته مكتوفي الأيدي، في انتظار تدخل يُقصي هذه الشرذمة عن بيئتهم الطيبة التي لم تعتد مثل هذه التجاوزات منذ أن أوجدها الله، فهم أناس مسالمون يحرصون دوماً على الاستقرار، والود والمحبة تدعم روابطهم.
ولا يخفى أيضاً أن هؤلاء التجار يلعبون على وتر الفقر المدقع الذي يفترس عشرات العائلات البسيطة وشبابها، فيعملون مع مؤمن وزبانيته في تجارة الموت.
ننتظر فعلاً من رجال الداخلية بسوهاج ليس قولاً، ليقطعوا دابر فيروس (الشبو) المميت من بيئتنا لتعود نضرة كما كانت، فعدو مصرنا الحبيبة بات في الداخل أكثر منه بالخارج.
أعلم أنني قد أخسر البعض عند قراءة هذه السطور، لكن هذا لا يهمني، وإن كنت سأُحاسِب على الفاتورة نظير إنقاذ شبابنا وسمعة عائلاتنا المحترمة بقرى البلابيش عامة… فأهلاً وسهلاً بالمحاسبة كيفما كانت وأينما تكون، وكلي ثقة في شباب البلابيشات خاصة ودار السلام عامة انهم سيتفاعلون لمواجهة مثل هذه الآفات التي تهدد شبابنا.
وأؤكد هنا أنني أكن كل التقدير والأحترم لأهلنا الكرام ليس فقط في القوصة “قرية الرجال”، بل عموم البلابيشات، بمختلف العائلات والبيوت الراقية.
ليس لنا غاية يا سادة، سوى إنقاذ شبابنا من براثن مخدر “الشبو” الغادر، وغيره من المواد المخدرة التي كادت أن تتسبب في هزات اجتماعية، في ظل ما يترتب عليها من غياب تام لوعي مدمنيها، فيجعلهم على استعداد نفسي للقيام بأي فعل، بلا هوادة ولا وعي، وهنا تقع الطامة الكُبرى.
أعلم وأنتم تعلمون أن أزمات ومشاكل أسرية بعضها ثقيل، لا يقدر على حمل مسؤولية كتمانها سوى الرجال، قد وقعت خلال الفترة الماضية في بقاع مختلفة من بيئتنا، لكن كبار العائلات وشبابها يحرصون على طيّ صفحة الأزمات الداخلية دون أن يخرج الوجع للعلن، نعم يا سادة … هذا هو ديدن أبناء دار السلام، بل الصعيد عامة.
وعليه، لن أقف متفرجاً على أطفال في مقتبل العمر عقولهم باتت عُرضة للتدمير، لن أقف متفرجاً على أجيال تضيع، لن أقف متفرجاً على شباب وكبار جرفتهم الأمواج، حتى باتوا عُرضة للقتل البطيء بأيدي معدومي الضمير من “تُجار الموت”.
نحن نخوض حرباً شرسة يا سادة، في الداخل والخارج، ورئيسنا الهمام “منقذ مصر” المشير عبدالفتاح السيسي وجيشنا العظيم يستعيدون الهوية الوطنية للوطن، فيجب علينا أن نقوم بدورنا حيال ما يحاك للوطن بالدخل، يجب أن نكون صرحاء في المواجهة ولا ندفن رؤسنا في الرمال كالنعام!.