أجازت دار الإفتاء المصرية تهنئة المسلم لأخيه غير المسلم، لأن كل هذا يدخل تحت باب الإحسان بالإضافة إلى أنه يُعد ضمن مظاهره وقوله تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، ويقول في خصوص غير المسلمين: (لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ).
وأكدت الإفتاء، خلال منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ‘فيس بوك”، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش مع غير المسلمين حياة اجتماعية قوية امتزجت فيها مظاهر الإحسان والتعاون ومشاعر البر والمواساة وحسن الصلة والضيافة وعيادة المرضى وتبادل الهدايا واحترام إرادته وحريته، بالإضافة إلى إقرارهم على مناسباتهم وأعيادهم باعتبار ذلك من المشترك الإنساني على المستوى الثقافي والاجتماعي.
وأوضحت الإفتاء أنه ثبت عن بعض كبار الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة المسلمين شهود أعياد غير المسلمين والأكل من أطعمتهم الـمُعَدَّة خصيصًا لتؤكل في هذه المناسبات، مستحسنين لها بلا أدنى حرج.
وأكدت الإفتاء أنها حقائق دينية ناصعة تحمل في طياتها قيمًا جمالية راقية تَـحُثُّ المسلمَ على المشاركة الاجتماعية مع شركاء الوطن وأصدقائه وجيرانه في فرحتهم واحتفالهم بمناسباتهم المختلفة، بل تكشف فساد مناهج من يريد تعكير صفو العيش السِّلْمي، والتعاون المجتمعي، والبناء الحضاري بين نسيج الأمة المتماسك باسم “الدين” زورًا وتدليسًا؛ فالإسلام لم يأمر أبدًا بالانسلال من شركاء الوطن وإخوة الكفاح وأهل الجيرة أو عدائهم وبغضهم، بل أمر ببذل البِرِّ والإحسان إلى الجميع، امتثالًا لقول صاحب الخُلُق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق».