لاشك أن المدرب الإسباني بيب جواريدولا المدير الفني لمانشستر سيتي قدم تطورا هائلا على مستوى التكتيكات في الساحرة المستديرة، حيث أدخل للمستطيل الأخضر فكرة” منظومة الترس” التي لايجب على كل عنصر فيها من تخطي حدودها، ولكن هل كان المدرب العالمي هو صاحب اليد العليا في استخدام كل الآساليب الكروية وخاصة أساسيات كرة القدم.
يعتبر المدرب الإسباني من أسس فكرة جديدة في الضغط على اللعب وعدم إعطاء فرصة للمنافس في امتلاك الكرة، حتى وصلت نسب الاستحواذ مع مانشستر سيتي إلى 80% مقابل 20 % للخصم، وهذا يقترب من اللا معقول.
وهنا نستعرض لكم فشل وحيد لبيب جوارديولا في إصلاحه طوال مسيرته التدريبية.
جوارديولا.. قاهر ضربات الرأس لمانشستر سيتي
يعتمد أسلوب لعب مانشستر سيتي على الاستحواذ بشكل كبير واستغلال الأطراف من خلال الاختراقات، دون الحاجة إلى استغلال العرضيات بشكل مباشر وبالتالي بالتبعية قلة الإنتاج الهجومي ونسبة إحراز الأهداف من ضربات الرأس التي دائما ماتكون عنصرا هاما في حسم لقاءات هامة، ومن منا لاينسى رأسية فان بيرسي في مرمى كاسياس، التي كان البداية للحق إسبانيا خسارة مدوية من قبل هولاندا.
وامتاز مانشستر سيتي قبل مجئ البيب باستغلال أنصاف الفرص من ضربات الرأس، في عهد بيلجيريني الذي كان يعتمد على العرضيات لحسم اللقاءات، حيث سجل السيتيزن في موسم ماقبل بيب جواريدولا20 هدف ، أي بمعدل هدف من ضربات الرأس لكل مبارتين.
برغم إبداعه في التكتيك.. جواريولا نسي مفتاح هجومي للسيتي
يعتبر بيب جوارديولا من المدربين المبدعين في عالم الساحرة المستديرة، الذي اعتمد في الموسم الماضي على اللعب بـ 3 لاعبين على مستوى خط الدفاعي دون الحاجة لأربعة نجوم لتأمين المستوى الدفاعي، ورغم ذلك لم يتأثر الشكل التنظيمي للفريق السماوي.
ولكن هناك نقطة فارقة على المستوى الهجومي، حيث لم يعتمد البيب في منظومته الهجومية على سلاح ضربات الرأس رغم امتلاكه واحد من أفضل مهاجمي العالم وهو إيرلنج هالاند، وظهر ذلك في فشل المهاجم النرويجي في المباريات التي تكون على مستوى عال والتي لاتعطي حرية أكبر لاستغلال المهاجمين الفرص التي تأتي من الخلف نظرا للتكتل الدفاعي .
جواريولا.. أزمة لـ مانشستر سيتي برغم نجاحاته المدوية
عندما نقول أن بيب جواريدولا أزمة لمانشستر سيتي، قد يصفنا البعض بأننا ندعي الهراء، ولكن من خلال هذا الموسم، قد نرى أن معظم أهداف الفريق لا تأتي من تنوع بشكل كبير خاصة في أن الفرق المتنافسة بدأت تفقد القوة الضاربة لهالاند مع السيتي من خلال عدم تركه مساحة للاستغلال الكرة، وهنا يطرح السؤال لبيب جوارديولا نفسه، لماذا لا يطور من أسلوب اللعب الهجومي عن طريق استغلال العرضيات التي تفجر من قوة المهاجم النرويجي.
الدوري الإنجليزي افتقد لسلاح ضربات الرأس في عصر جوارديولا
طور بيب جواريدولا أسلوب كرة القدم في الدوري الإنجليزي ولكن أغفل نقطة هامة على مستوى ضربات الرأس حيث بمقارنة الدوري الإنجليزي منذ بدايته بالنسخه الحالية نجد أن منذ مجيئه للدوري الإنجليزي وقلت أن هذا العنصر لم يعد فعلا في البريميرليج والأرقام توضح.
- موسم 2015 – 2016 أحرز الفريق 13 هدفاً بالرأس فقط
- لم يتخطى فريق مانشستر سيتي هذا العدد سوى في نسخة 2020 – 2021 برصيد 14 هدفاً.
“قدم الإبداع ونسي الأساسيات”.. تكتيك جواريولا سلاح فاسد لـ هالاند
تكتيك أفشل هالاند في التسجيل في الأدوار الإقصائية، نظرا لعدم امداده الكبير بالعرضيات التي تجعله قريبا من الشباك، وهو لم يحله بيب جواريولا خلال الموسم الحالي في استغلال عنصر ضربات الرأس لحل المشكلة الهجومية.
ورغم مجي هالاند إلا أن فكرة الاستحواذ سيطرت على عقل بيب جواريولا حيث بالنظر إلى احصائيات هالاند نجد أن المدرب الإسباني أغفل طول القامة للمهاجم النروجي حيث نجد أن المعدل التهديفي لإيرلينج من ضربات الرأس لا يتعدى الـ 5 أهداف.
تأثير ميسي أضعف تكتيك ضربات الرأس أمام جوارديولا
من الواضح أن موهبة ليونيل ميسي مازالت تسيطر على عقل بيب جوارديولا، فاستغل المدرب الإسباني فكرة تواجد الأرجنتني لإلغاء المهاجم الوهمي، وهذا ماسبب فشله مع بايرن ميونخ لعدم استغلال قدرات ليفاندوفكسي كون المهاجم البولندي يعتمد بشكل أساسي على العرضيات.
ومن الواضح أن هالاند قد يجد صعوبة في ظل تكتيك السيتي في الفترة القادمة، إذا استمر البيب في تهميش دور العرضيات، مما يشكل خطرا جوهريا على مستقبل النرويجي .
فهل يغير جوارديولا فكرته نحو ضربات الرأس أم يصر على تهميشها؟