كتب: محمد عكاشة
يبدو أن صراعا بحريا محتمل بين روسيا من جهة وأمريكا وبريطانيا من جهة أخري، في البحر الأسود، حيث جزيرة القرم، التي أعلنت موسكو عن ضمها قهرا من أوكرانيا، وأدانت الولايات المتحدة الامريكية هذا الاستيلاء.
روسيا تهدد أمريكا وبريطانيا بضرب السفن
وقد اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الجمعة، بريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة إثارة صراع عسكري في البحر الأسود، على الحدود الروسية بشبه جزيرة القر.
وأضاف ريابكوف أن بلاده ستدافع عن حدودها بكل الوسائل الممكنة، للحفاظ على حدودها وأراضيها، بما في ذلك الوسائل العسكرية، وذلك حسب ما أفادت وكالة الإعلام الروسية.
اقتحام المدمرة للمياه الروسية
وتبدأ الأحداث حيث أعلنت موسكو، الأربعاء الماضي، اقتحام مدمرة عسكرية بريطانية، للمياه الإقليمية بشبة جزيرة القرم، لتطلق عليها من ثمة طلقات تحذيرية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أن السفينة لم تتجاوب في البداية مع التنبيه بخرق المياه الروسية، مما اسادعى إرسال زورق دوريات حدودية، قام بإطلاق بعض الطلقات التحذيرية، فيما نفذت طائرة سو-24إم عملية قصف احتياطية على طول مسار المدمرة.
وتابعت الدفاع الروسية، بأن المدمرة البريطانية غادرت بعد ذلك المياه الروسية، في حادث استغرق ما يقارب الـ 20 دقيقة وأكتر.
ووصفت موسكو، اقتحام المدمرة للمياه الإقليمية للدب الروسي، بأنه تصرف خطير، وطالبت لندن بفتح تحقيق معمق في الحادث، كما اعتبرت أن الحادث هو انتهاك فاضح لاتفاقية الأمم المتحدة.
نفي بريطاني
من جهة أخري كانت قد نفت السلطات في لندن الأحداث، وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أنه لم يتم توجيه أي طلقات تحذيرية إلى المدمرة، إتش إم إس ديفندر، خلال إبحاره بالبحر الأسود.
وأوضحت الدفاع البريطانية أن الإعلان بشأن إطلاق قنابل في خط إبحارها غير صحيح. وأكدت أن سفينة البحرية الملكية كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية، طبقا لحيثيات القانون الدولي.
وأضافت أن ما تعتقد بريطانيا أ،ن الجانب الروسي، كان يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود.
يذكر أن روسيا قد اعلنت ضمن جزيرة القرم إلى أراضيها، بعد أن كانت تحت السيادة الأوكرانية، من خلال عملية عسكرية، اربكت المنطقة في البحر الأسود لأسابيع في عام 2017، وأدانت دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي التحرك الروسي، ولم يتعرفوا بسيادة روسيا على القرم.
بينما قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن سفينة بلاده تعمل بشكل قانوني في المياه الدولية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وأضاف جونسون “نحن لا نعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، لذا نعتبر أن سفينتنا كانت في المياه الأوكرانية”.
وجاء رد جونسون على الجانب الروسي، بعد استدعاء موسكو للسفير البريطاني، لاستجوابه في الحادث.
قلق الرئيس الروسي
وكان قد أعلن الرئيس الروسي فلاديمرير بوتين أن موسكو قلقة حيال تعزيز الحلف الأطلسي،الناتو، قدراته وبناه التحتية على مقربة من الحدود الروسية، وهي ليست المرة الأولي التي يشير فيها الرئيس الروسي إلى ذلك.
وفي سياق متصل، كانت قد أعلنت موسكو، الأربعاء الماضي، اعتراض طائرة تجسس أميركية فوق بحر أوخوتسك، في حوادث نادرة شرقي الحدود الروسية، إذ تقع معظم الحوادث في بحر البلطيق أو البحر الأدرياتيكي.