أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، معنى كلمة “حليم” وأصلها المشتق من الحلم والأناة، والتي تعني الشخص الذي يتسم بالصفح والهدوء، ولا يثيره غضب الآخرين أو عصيانهم، ولا يتسرع في تنفيذ العقوبات.
وأوضح أن معنى هذا الصفة بالنسبة لله تعالى هو أنه لا يعاقب الناس على طول وقتهم، ويمنحهم الفرصة للتوبة والتغيير.
وربط فضيلته هذا بالآية القرآنية التي تقول: “ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة”، مشيراً إلى أن الحلم والتأني في تنفيذ العقوبات هو سمة من سمات الله.
وأشار فضيلته إلى أنه على الرغم من أن الحلم يتطلب الصبر، إلا أن هناك فرقًا بين الحلم والصبر، فالله يتسامح مع المخطئين ويمنحهم الفرصة للتوبة في الدنيا، ولكنهم قد يعاقبون في الآخرة، كما ورد في الآية التي تقول: “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”.
وفيما يتعلق بالصهاينة وأفعالهم في قطاع غزة، أوضح فضيلته أن الله قد يمنحهم مهلة قبل تنفيذ العقوبة، ولكنهم سيحاسبون على جرائمهم في الآخرة.
وتابع قائلاً إن الله سبحانه قد يمنح الأشرار فرصة في الدنيا، ولكنهم سيعاقبون في الآخرة، وهذا هو المعنى الحقيقي للحلم.
وأكد فضيلته أهمية التعامل مع الآخرين بالصفح والعفو، وأن يكون المؤمن صبورًا وصفوحًا، وألا يتسرع في الحكم على الآخرين.
وأشار إلى أنه يجب على المؤمن أن يتعلم من صفات الله الحليمة، وأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتسامح مع الناس ويتصف بالرفق واللطف، ويحث المسلمين على عدم قتل الأبرياء أو الإساءة إلى الأطفال والنساء، وعلى التسامح والصفح.