يشهد السباق الرمضاني الحالي، نجاح عدد من النجوم، ومن بين هؤلاء الفنانين الذين لمعوا في أدوارهم، الفنان شريف إدريس، الذي تمكن من أن يخطف أنظار الجمهور بالرغم من قلة عدد مشاهده.
شريف إدريس ومسلسل قصر النيل
يشارك الفنان شريف إدريس في المارثون الرمضاني من خلال انضمامه لطاقم عمل مسلسل “قصر النيل” إلى جانب كل من دينا الشربيني في دور البطولة صبري فواز، صلاح عبد الله، تامر ضيائي، أحمد مجدي، أحمد خالد صالح، ريهام عبد الغفور، محمد حاتم، مريم الخشت، محمود البزاوي، عمر السعيد، محمد محمود عبد العزيز، نبيل عيسى، من تاليف محمد سليمان، وإخراج خالد مرعي.
ويجسد شريف إدريس شخصية سيف الدين والد دينا الشربيني (كاميليا)، الذي تتمحور حوله أحداث المسلسل، نتيجة مقتله في ظروف غامضة، مما يسفر عن خوض طفلته الصغيرة تجربة الحياة القاسية بمفردها، ويولد لديها إحساس بأن ما حدث لوالدها يرجع لعائلة السيوفي، لذلك تقرر الانتقام منهم عند الكبر.
وكشف الفنان شريف إدريس في حوار خاص لـ “أوان مصر” عن كواليس دوره في مسلسل قصر النيل، وأبرز تفاصيل حياته الفنية، كما أعلن عن أعماله السينمائية المنتظرة، فإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف بدأت مشوارك الفني؟
– الحكايه كلها ابتدت صدفة، كان أحد أصدقاء والدي مساعد يعمل مخرجًا، وعند بدء تصوير مسلسل ما، ومن المفترض أن يتواجد طفل صغير، كانوا متفقين معه على أداء هذا الدور، ولكن لم يأتي الولد، وكنت أنا البديل لإنقاذ الموقف، وحتى يتم الانتهاء من المشهد دون تأجيل، لاختصار التكلفة.
ماهو أول ظهور لك على الشاشة؟
كان من خلال مسلسل “النهر لا يحترق”، وذلك أمام باقة من ألمع نجوم الفن للنجمة دلال عبد العزيز، وإبراهيم يسري، جمال إسماعيل، أمينة رزق، سمية الألفي، عمر الحريري، إبراهيم خان، ومجموعة كبيرة من كبار النجوم في الوقت الذي صدر به المسلسل.
ماهي الصعوبات التي واجهتك في أول عمل لك.. وهل تتذكر ماذا فعلت؟
– كنت طفلًا صغيرًا، وأمتلك من العمر خمس سنوات، ولم يكن لدي الإدراك الكافي بأهمية وقيمة التمثيل، ولن يخالطني حينها على الإطلاق شعور الرهبة، وكانت الحالة التي تصاحبني هي نوع من الدهشة والاستغراب لما يدور من حولي.
شاركت في مسلسل “عفاريت السيالة”.. كيف رشحت للعمل؟
عفاريت السيالة من تأليف العظيم أسامه أنور عكاشه، فهو من أعظم من كتب سيناريو، كان يرسم كل شخصية، وكان بيساعدنا احنا كممثلين إننا نفعل الموضوع بسرعة، ونتقألم على الوضع ونتقمص الدور بسرعة، ووقتها كنت في المعهد، وقبل المسلسل كنت اشتغلت مع إسماعيل عبد الحافظ في عدة أعمال سابقة فهو يعرفتي جيدًا.
ما طبيعة التمثيل مع الفنانة عبلة كامل؟
العظيمة عبلة كامل، ست عظيمة بكل ماتحملُه الكلمة مختلفة ومميزة، أنا وقفت أمامها كثيرًا، وأكيد كان لدي رهبة كبيرة، لأني أعمل أمام فنانة كبيرة، فلابد أن أكون أهلًا للمسؤولية، وتعلمت منها الكثير.
ماذا تعلمت من الفنانة عبلة كامل؟
-الالتزام والاحترام وحب شغلي وحاجات إنسانية كثيرة، هي شخصية جميلة فوق الوصف.
شاركت خلال موسم السباق الرمضاني الحالي في مسلسل “قصر النيل”.. حدثنا عن شخصية المهندس سيف الدين والد كاميليا؟
شخصية المهندس سيف الدين صعبة، لكن الحمد لله بذلت أقصى جهد، واشتغلت على الشخصية، وأهم شيئ للمثل أنه يفهم الشخصية وأبعادها وكيف علاقتها بالآخرين، فالحمد لله أنا لأني خريج فنون مسرحية فتعلمت كيف أذاكر الشخصية جيدًا.
كيف تجهزت لتقمص الشخصية؟
الفضل الأول لما تعلمته بمسرح المعهد، واحنا طول عمرنا متربين على الأفلام الأبيض والأسود، ومش بنتكلم في حاجه مش معروفة.
توقعت نجاحك في دور والد كاميليا؟
أنا لم أتوقع شيئًا، أنا أعمل كل المطلوب مني، وبوكل أمري لله، يعني النجاح والتوفيق من عند ربنا، وأيضًا حب الناس من عند ربنا، فالحمد لله.
ما رد فعل ابنتك بعدما تيقنت بأن مشهد الصفعة مجرد تمثيل؟
يعني فهمت الموضوع، وفهمت إن هذا لم يكن حقيقيًا، وهي طبعا طفلة عندها ٩ أو 10 سنين، وتامر ضيائي (فهمي السيوفي) صديق وأخ جدًا، فهي كلمته في التليفون وقالت له “أنا زعلانة منك”، لكن هو فهمها الموضوع.
هل انتهيت من تصوير مشاهد قصر النيل؟
لم أنته من التصوير، ومازلت أصور إلى الآن.
متى اتخذت قرار احتراف الفن؟
بعد الثانوية العامة قررت أدخل معهد فنون مسرحية، قسم تمثيل وإخراج، والحمد لله اتخرجت منه.
هل دخولك الفن منذ الصغر ولد الرغبة لديك في تكملة المشوار؟
-أنا تربيت في المجال، فأحبيت دراستي تكون أيضًا في المجال، وأن أدرس شيئًا أحبه.
ما الأدوار التي تميل إليها.. التراجيدي أم الكوميدي؟
-هذا يعود للدور المعروض علي، ولم أضع نفسي في إطار محدد، لأن الممثل يعمل أي شيء تبعًا للدور، أهم حاجة يحس نفسه في الدور ويلاقي نفسه، وأكون مقتنع بالشيء الذي أفعله، لكن أنا شخصيًا أميل أكثر للأعمال الإنسانية.
من الفنان الذي تقتدي به وتسير على نهجه؟
-لا يوجد شيء يسمى بذلك، أنا لم أسير على نهج أحد، أنا أسير على خطى طريق الذي كتبه ربي لي، والذي حددته منذ البداية، لكي أصل لأحلامي، طبعًا أحب كل الناس، وأحب كل الممثلين، لكن لايوجد فنان بعينه أسير على نهجه.
هل المسرح بؤرة الفنان الحقيقي؟
أكيد المسرح أبو الفنون، يعني أي ممثل لازم يكون اشتغل مسرح الأول، هذا من وجهة نظري، ولن أتحدث عن الدراسة فقط، لأن المسرح يعتبر من المحطات التي تثقل الممثل جدًا.
كيف تتم عملية تطوير المسرح؟
تطوير المسرح يستلزم عمل دعاية قوية، وتخصيص ميزانيات للصرف على عملية التطوير، إنما نحن للأسف ميزانيات المسرح في مصر ضعيفة جدًا، ولا توجد دعاية كافية، وكذلك لا يوجد جمهور كبير.
هل ممكن تطوير المسرح يعتمد على شخص واحد كما شاهدنا في عهد محمد صبحي؟
-لا يوجد شخص بعينه يستطع أن يفعل ذلك، لأن المسرح عمل جماعي، وأي منظومة جماعية هي التي تنجح، لكن لا يوجد فرد واحد مسئول عن هذا النجاح بمفرده، ذلك يسمى بـ نظام إدارة أن يكون هناك شخص يخطط، إنما هذه فكرة صعبة جدًا، المسرح يحتاج إلى جهد ودعم من الدولة، يحتاج إلى ميزانية كافية من الدولة، إنما نحن معظم الميزانيات في مصر تخصص للإنتاج.
ما مدى علاقة حجم الدور بالتأثير في الجمهور؟
-التمثيل ليس بالكيلو، أهم حاجة أهمية الدور في الأحداث، وقبول الممثل، وهذا شيء من عند ربنا، حتى لو بدور صغير، ولو الممثل بيقول جملة واحدة ممكن يأثر بيها في الجمهور.
هل هذا يعتمد على أداء الممثل أم محور أحداث الشخصية؟
يعتمد على محور الأحداث، ويعتمد على الممثل نفسه إذا كان فاهم الموقف الذي يفعله أم لا، ومدرك لطبيعة دوره في العمل، وشطارته في أنه يوصل المقصود منه صح .
هل توافق على دخول ابنتك مجال التمثيل؟
لا، لأن أنا خضت التجربة، وعارف إنها متعبة جدًا، فأنا أحب أن أبنائي عندما يكبرون كل واحد يقرر حياته، إنما لو هما صغيرين، لم أحبذ دخولهم المجال.
هل التمثيل للطفل يسلب طفولته؟
نعم، أنا لا أريد أن يتعبوا، ويفقدوا طفولتهم، انا أحب لو يعيشون سنهم.
من الفنان الذي ترك بصمة بداخلك؟
ناس كثيرة جدا، مثلا الفنان عادل امام، والفنان صلاح سعد، والفنان الكبير الله يرحمه نور شريف، وممدوح عبد العليم.
من الفنان الذي ترغب بالتمثيل معه؟
في الجيل الجديد كريم عبد العزيز، أنا عملت معه في الغروب، لكن أود أن أشارك إلى جواره في عمل جديد، وأتمنى أني أكون معه طوال الوقت.
هل ستشارك في عمل درامي قريبًا؟
أنا حاليًا لا أعرف أي شيء، لكن ربنا يكرم أتمنى يعني.
ما الأعمال السينمائية التي تشارك بها في الفترة المقبلة؟
-في فيلم “النهارده يوم جميل”، بالتعاون مع باسم سمرة، وهنا شيحة، وأحمد توفيق، ومجموعة أخرى من كبار الفنانين.
حدثنا عن تفاصيل دورك في الفيلم؟
أنا ضيف شرف، ودوري يتحدث عن دكتور يصبح محور الأحداث في آخر الفيلم.
ما الدور الذي ترغب في أن يُعرض عليك؟
نفسي أجرب كل الأدوار، مثلًا دور مريض نفسي، أو دور كوميدي، أو دور شر.
والموضوعات التي تفتقر إليها الدراما المصرية.. برأيك ما هي؟
-الدراما المصرية تفتقر للموضوعات الأسرية، سواء السلبية أو الإيجابية، لأن الفن مرآة المجتمع، بمعنى أن الفنان لم يجلب شيئًا من عنده، والفن يقدم المجتمع لكن نحن نحتاج تقديم الموضوع بشكل إيجابي أيضًا، أو بمعنى أدق نعالج مشاكل المجتمع بشكل إيجابي، على سبيل المثال مسلسل أبو العروسة حقق نجاحًا كبيرًا، نتيجة تسليط الضوء على هذه النوعية من الدراما، التي يميل إليها الشعب المصري.
أما النسبة التي تؤثر بها سلوكيات الممثل غير الأخلاقية على نجاح العمل المشارك به؟
هو الموضوع لا يؤخذ بهذا المقياس، لكن المحترم يحترم نفسه أولًا، وليس لها علاقه بنجاح العمل، لأنه مش قائم على فرد واحد، لكن يعتمد على مجموعة كاملة، لذلك لم يظلم الجمهور العمل بسبب فرد، ممكن ذلك الشيء يقلل من جماهريته هو مع مرور الوقت، لكن هذا لم يحدث في كل الحالات.
هل هناك فنان من الممكن أن يستغل هذه النقطة لكي يصبح “تريند”؟
أنا لا يوجد لدي الحق لكي أحكم على أحد، وكل إنسان حر في أن يعيش حياته كما يحلو له.