كتبت – سماح عثمان
طوال عقد كامل من الزمان وأثارت قضية سد النهضة الرأي العام واستحوذت على اهتمام الحكومات المتتالية وباءت جميع محاولات التراجع عن استكمال وملئ السد بالفشل، وكان الجديد في تلك القضية هو تصريحات السفير الأثيوبي بالقاهرة ماركوس تيكلي والذي تسلم مهامه في أغسطس الماضي وأدلى بتصريحات صحفية.
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” تصريحات عنه إذ قال، إثيوبيا لاتستهدف استمرار المفاوضات للأبد، ومن المبكر اعتبار أن المفاوضات قد فشلت .
وقال السفير الأثيوبي، لانزال نؤمن بالتفاوض ونفضل دور الاتحاد الأفريقي كمدير لجلسات الحوار وليس كوسيط بين الأطراف .
وأضاف، أن تكلفة بناء السد بلغت 4 مليارات دولار ونأمل في أن يصبح أكبر مصدر للطاقة والكهرباء في أفريقيا ويسد حاجة 70 مليون مواطن يعيشون في الظلام .
ويؤكد تيكلي، موقفنا واضح تماما ولا نطلب تدخل أي وسيط ، فمصر والسودان وأثيوبيا يستطيعوا تسوية خلافاتهم ولاننوي دعوة أي طرف بالوساطة في ضوء قيامالاتحاد الأفريقي بهذا الدور .
نتفاوض بنية صادقة
وقال السفير الأثيوبي، نتفاوض بنية صادقة،وما نزال نأمل في التوصل لاتفاق من خلال المفاوضات، لكن أحياناً وبسبب تفشي وباء فيروس (كورونا)، أو تغيير النظام الحاكم في السودان، أو بسبب بعض القضايا العالقة، لم تسر المفاوضات بالوتيرة التي كنا نأملها.
قال تيكلي: «يمكننا استيراد منتجات صناعية، وتصدير منتجات اللحوم والزهور، وأعتقد أيضاً أن المصريين اليوم بدأوا يتذوقون القهوة، وبلادي الأولى أفريقياً والخامسة عالمياً في مجال إنتاج القهوة».
وأضاف تيكلي: «في بعض الحالات تبالغ وسائل الإعلام المصرية في الحقائق والأرقام والقضايا، وهذا بالتأكيد ليس أمراً صحياً لسد الفجوات بين الجانبين، وينطبق القول ذاته على بعض وسائل الإعلام الإثيوبية».
لايمكنني التعليق على وقوف مصر وراء احتجاجات أثيوبيا
وعند سؤاله عما إذا كان يتفق مع ما ينشر في بعض وسائل الإعلام الإثيوبية من تلميحات، أو اتهامات مباشرة لمصر بالوقوف وراء احتجاجات تشهدها بلاده بين الحين والآخر، رد تيكلي باقتضاب: «لا يمكنني التعليق على اتهامات، دوري هنا تعزيز المزيد من التعاون، ولا يمكنني التعليق على مواد تنشرها صحف إثارة واتهامات».
ولم يُعلق السفير الإثيوبي على ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما قال: «سينتهي بهم الأمر (المصريون) إلى تفجير السد، غير أن تيكلي اعتبر الرد الرسمي الصادر عن رئاسة وزراء بلاده معبراً، والذي جاء فيه أن «التصريحات بالتهديدات الحربية يجعل إثيوبيا تخضع لشروط غير عادلة لا تزال كبيرة»، واستدركت في موقع آخر: «لن تستسلم إثيوبيا لأي اعتداءات… وما زلنا نرغب في إعادة تأكيد التزامنا بحل سلمي بشأن مسألة سد النهضة».