تجلس تحت إحدى النخلات، منذ الصباح وحتى غروب الشمس، تظهر عيناها من وراء حجاب أبيض يأخذ الطابع البدوي. بعد الفجر مباشرة تجمع أغراضها وأدوات الخياطة والتطريز من منزلها في مدينة بئر العبد في الشمال، متجهة لمدينة السحر “دهب” في الجنوب.
في جلستها اليومية المعتادة، يمر عليها كل ذاهب وآتٍ وهي تفترش بضاعتها وتبدأ في تطريز بضاعة جديدة. إلى أن أصبحت من معالم المكان، وذاع صيتها بين المصريين والأجانب حتى وصل اسمها إلى روسيا وإنجلترا.
إنها السيدة السيناوية سالمة، أو “أم محمد”، ستينية من منطقة بئر العبد بشمال سيناء، والتي تحدثت معنا بوجهها البشوش، وهي تجلس في بداية الكوبري الخشبي في الممشى السياحي بأهم شوارع مدينة “دهب”.
تقول سالمة في البداية إنها تعمل في صناعة المشغولات اليدوية منذ 22 سنة: “تعلمت هذه الصناعة من والدتي وأقوم ببيعها في شرم الشيخ، ومن ربحها ربيت أولادي وأسست منزل وقمت برحلة حج، وأعيش على أرباحها منذ أعوام طويلة”.
وأضافت السيدة الستينية أن لها زبائن كثيرين، من مصريين، ومعظمهم من الأجانب من روسيا وإنجلترا، تعرفهم بالاسم ويعرفونها، موضحة: “يداومون على الشراء مني، ومعظمهم في الممشى السياحي ويعرفون مكان تواجدي ويتركون البازارات ليشتروا منى مباشرة”.
وشرحت “سالمة” أن زبائنها يطلبون خصيصًا مشغولاتها في مناسباتهم الخاصة، مضيفة: “أحيكها وأسافر إليهم لتوصيل المشغولات، ولي شهرة في المعارض الخاصة بالمشغولات اليدوية وفي شرم الشيخ ودهب ونويبع سواء مع الأفراد أو البازارات”.
وعن أسعار منتجاتها، لفتت إلى أنها تبدأ من 50 جنيها وحتى 400 جنيه، وأشارت إلى أن هناك تجار روس يشترون منها بالجملة ليبيعوها المشغولات في روسيا.
وختمت قائلة: “أما المصريون فيشترون مني دون فصال أو تفاوض في السعر ومعاملتهم جيدة جدا”.
اقرأ أيضا: