كتبت -سماح عثمان
تداول نشطاء السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية صورة لسيدة تجلس في المطر تبيع الترمس ولاتبالي بتغيرات الطقس، فكانت همومها أكبر من قطرات المطر المتساقطة، كانت تفكر في قوت أولادها وأسرتها التى تنتظر منها بضعة جنيهات في نهاية اليوم ليسدوا احتياجاتهم، تسابق الجميع من أجل مساعدتها ..ولكن تبقى المرأة هي بطلة الشارع وقصصها لاتنتهي، “أوان مصر” ترصد قصص كفاح المرأة العاملة…
حظي موضوع عمل المرأة بقسط كبير من الجدل من قبل الباحثين والخبراء، وخصوصاً من قبل ذوي الإتجاهات الدينية، والذين حاولوا من خلال بحوثهم جعل البيت المكان الأوّل والأنسب للمرأة، بل وقد اعتبر بعضهم أن عمل المرأة خطراً يهدِّد سلامة العائلة.
إن أهمية دور المرأة في الأسرة وفي العمل، وذلك من خلال الإشارة إلى إمكانية المرأة من إيجاد فرصتها في العمل، وتحقيق ذاتها حتى لو كانت ربة منزل. كما أن المرأة تمتلك القوة والطاقة للتعامل مع مختلف التحديات والصعوبات.
أم محمود تبيع أدوات مدرسية من اجل 20 جنيه يوميا
قالت أم محمود 45 عام بائعة أدوات مدرسية زوجى توفى منذ 8 سنوات وكنت أعمل طباخة فى منزل سيدة ثرية ، ولكنها تركت المنزل وسافرت لابنها فى أمريكا وتوفى زوجى بعد سفرها بأسبوعين وترك لى 4 بنات وولد ، لجأت بعدها للعمل كبائعة للأدوات المدرسية ليدخل لى يوميا 20 جنيها أدفع منهم فاتورة الكهرباء ومصاريف للأولاد وذلك بجانب 260 جنيها معاش الضمان الاجتماعى أدفع بهم إيجار للشقة التى أسكن بها وهى عبارة عن غرفة ودورة مياه .
وأضافت أم محمود قمت بتزويج 3 من أولادى ، ولكن ابنى يعمل حلاقا ولديه أسرة ولايستطيع أن ينفق عليا ، كما أننى أصبت فى ذراعى بكيس دهنى وليس لدى أموال كى أعالجه والآن أقوم بعمل الاجراءات لعلاجه على نفقة الدولة لأن مالدى يكفى بالكاد لى ولأولادى .
حياتي كلها سعي وراء الرزق
وأشارت عبير صادق 35 عام أعمل مراجعة حسابات فى وزارة التربية والتعليم وهدفى الأول هو كسب المال حتى لاأنتظر المساعدة من أحد ،بالإضافة إلى تأسيسى لجمعية خيرية لها أنشطة كثيرة تعمل منذ 6 أعوام وأصرف عليها من خلال دخلى فحياتى كلها سعى وراء الرزق وأرهقنى العمل .
وقد أضافت “ن. ص” 40 عاما أننى أعمل فى خدمة المواطنين بوزارة التربية والتعليم هدفى الأول مادى ولاأصرف على أحد من أسرتى، ولكن طبيعة عملى فى بحث شكاوى المواطنين والمدرسين وأولياء الأمور وأقوم فى النهاية بجمع المبالغ من الموظفين لاستغلالها فى العمل الخيرى .
أساعد زوجي في تسديد القروض
فيما قالت سميرة محمد 50 عام أننى أعمل كموظفة بوزارة الصحة وزوجى يعمل بمستشفى أحمد ماهر كموظف إدارى ، فأعمل حتى أساعده فى مصاريف البيت لأننا علينا قرضين من البنك حصلنا عليهما لكى نزوج الأولاد ، وفى النهاية يتفهم ظروف عملى وعودتى متأخرة وأتفهم كذلك طبيعة عمله بسفره كثيرا، فالرجل وحده ليس بقادر على تحمل كل هذه المصاريف فلابد من المشاركة فى كل مناحى الحياة لأننا متزوجون منذ 30 عاما .
أبو تيج : العمالة غير الرسمية مهدر حقوقها وسنطالب البرلمان بتفعيل حقوق المرأة
وأكدت ميرفت أحمد أبو تيج محامية بالنقض ورئيس جمعية أونلى للحقوق والتنمية والناشطة فى مجال حقوق المرأة أن معظم العمالة النسائية تعمل بالقطاع غير الرسمى وهو قطاع غير منظم وليس به شفافية أو تأمينات وبالتالى سنطالب البرلمان القادم بتقليل العمالة غير الرسمية فى مصر وتكوين شبكة للضمان الاجتماعى لكى نطبق الدستور بتطبيق العدالة الاجتماعية .
أما بالنسبة لقانون الانتخابات فقد أعطى كوتة خاصة بالمرأة ، فأعتقد أنها ستكون لها نسبة معقولة بالبرلمان .
وماتتعرض له المرأة من مضايقات وتحرش أثناء الذهاب للعمل فهناك قانون يجرم التحرش بالإضافة إلى نشر القيم فى المجتمع والقانون هو أحد الوسائل التى تحد أو ترهب المتحرش بجانب قيام السيدات المتحرش بهم بتقديم بلاغات .
كما لاتوجد إحصائية دقيقة لعدد النساء العاملات فى مصر ولكن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء أصدر إحصائية بعدد العمالة المصرية بشكل عام ولكنه لم يذكر القطاع الأكبر وهو القطاع غير المنظم لكونه لايخضع للقانون وعدم ثبوته فى أوراق رسمية فهناك نساء تعمل فى مصانع مجهولة غير مرخصة ومنهم بائعات جائلات لذلك لايدخلن ضمن العمالة الرسمية والاحصائيات .