ان المتابع للشان الليبي يدرك جيدا أن حالة الفوضي التي عمت البلاد بعد إحداث فبراير 2011 خلقت نوع من الفراغ السياسي جعلت البعثة الأممية والقوة الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي هم من يرسم الخارطة السياسية خاصة بعد 2014 وتحديدا بعد انتهاء المدة القانونية للمؤتمر الوطني وانطلاق اتفاق الصخيرات 2015 الذي اتضحت معالمة من الدور الخارجي وان الإرادة الوطنية مغيبه بشكل كبير وحتى إحلال اتفاق جنيف ومجموعة 75 التي افرزت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة والمجلس الرئاسي بقيادة المنفي وكانت هذه الخارطة تسعي الي توحيد الجهود نحو المصالحة الوطنية والانتخابات البرلمانية والرئاسية
والامر المهم الذي اتضحت معالمة في مجموعة 75 ومؤتمر جنيف الذي هو توافق القوة المتصارعة وتحالفهم في تكوين إتلاف حكومي في مؤتمر جنيف وهم تيار باشاغا وتيار عقيلة المدعوم من القيادة العامة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر هذ التغيير في اللعبة السياسية والانتقال من حالة الحرب الي حالة السلام.. حالة التحالف الموحد في إنتاج سلطة سياسية واحدة تقلب كل الموازين على الأرض الليبية الا ان نجاح الدبيبة قد اسقط هذه التحالف ولكن بناء على مخرجات جنيف التي تقول ان عمر حكومة الوحدة الوطنية تنتهي مع الدخول في انتخابات برلمانية ورئاسية في 24.12.2021 وهذا الرهان فشلت فيه الحكومة مما فقدها الثقة الشعبية حيال هذا الاستحقاق وهذا ما جعل مجلس النواب يقوم بإطلاق خارطة سياسة جديدة تعمل على بعث روح وطنية من خلال فك الارتباط بين البعثة والدور الإقليمي والدولي في تقرير مصير الشعب الليبي وهنا انتزع مجلس النواب المبادرة والاستفادة من حالة التخبط في أروقة حكومة الوحدة الوطنية ومخرجات الفساد التي تم ضبطها بأمر من السيد النائب العام وأمر بسجن وزير التعليم والصحة والثقافة ومعهم بعض الوكلاء هذه الحالة من التخبط زادت من اسهم مجلس النواب للانفراد بتشكيل حكومة جديدة بقيادة السيد باشاغا ان هذه الخطوة سوف يكتب لها النجاح من خلال إيجاد المناخ المناسب الذي يعتمد على الآتي:
اولا:_ توافق كل الأطراف شرقا وغربا وجنوبا على إنهاء حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها فشلت في ملف الاستحقاق الانتخابي في 24.12.2021
ثانيا:_ مسألة المناصب السيادية سوف تكون محل جدل واذا تم التوافق مع المجلس الأعلى للدولة فإن الأمر سوف يقود الي تفاهم لانجاج حكومة باشاغا الجديدة
ثالثا :_ خارطة باشاغا لقيادة الحكومة والالتزام بعدم الترشح بل وقيادة البلاد للاستحقاق الانتخابي وفق تواريخ وترتيبات يعلنها مجلس النواب بالتوافق مع مجلس الدولة تدعم إنجاح باشاغا في مهامه
رابعا:_ الدور الإقليمي والدولي اعتقد ان التقارب الإماراتي التركي والتركي المصري قد ينهي حالة الوصاية الخارجية وترك ملف تشكيل الحكومة لمجلس النواب والاطراف المعنية بذلك وهو ما سوف تقبل به الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا
خامسا:_ التقارب بين اهم قوة متصارعة على الأرض تحالف الدي تقودة مدينة مصراتة والذي يمثلة السيد باشاغا والقوة العسكرية بقيادة المشير حفتر قد يقود الي مرحلة جديدة في ليبيا وخاصة ملف المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وإقامة دولة القانون والمؤسسات بعيدا عن صوت السلاح
سادسا:_ ان الشعب الليبي يرفض حالة الاحتراب ويرغب في الاستفادة من حالة التقارب المجتمعي وحالة السلام والاستقرار التي تحسب لحكومة الوحدة الوطنية ويمكن أن توسس لحالة مجتمعية مستقرة تعتمد على بناء الثقة بين كل الأطراف والاستفادة من مناخ السلام والاستقرار نحو بناء الدولة والانطلاق الي الانتخابات البرلمانية والرئاسية.