تجاوز يحيى السنوار 62 عاما، قضى منها مرحلة شبابه (23 سنة في سجون العدو) فمن أين جاءت له القوة النفسية، واللياقة البدنية ليصبح أسطورة المجاهدين في التاريخ الحديث؟؟
اللذين بلغوا عمر السينوار معظمهم لا ينجزون أكثر من لعب الطاولة على المقاهي، ويحتاجون لرعاية خاصة من أمراض الضغط والسكر، إلا أنه من الواضح أن الإسلام وعقيدته وتربيته ونشأته وذروة سنامه صنعت من السنوار أكثر الشخصيات المرعبة للعدو بفرعيه.
والإسلام أيضا صنع من شباب القسام أكبر قوة تواجه الجيش الذي لا يقهر، إن جهاد السنوار بعد الستين ربما يفوق جهاد الصحابة وهم شباب، أي طاقة حولت السنوار إلى ما يمكن مقارنته بسيف الله المسلول خالد بن الوليد؟؟
بل ربما كانت الظروف والتحديات والجغرافيا التي يقاتل فيها السنوار ورفاقه من الشباب أكثر صعوبة من تحديات الفتوحات الإسلامية ذاتها.
فيهود الصحابة لم يكونوا قد سيطروا على العالم كهيود اليوم، والفرس والروم لم يكونوا بقوة أمريكا والغرب اليوم، والخيانة العربية لم تصل إلى ما وصلت إليه اليوم
ونفاق ابن سبأ وفتنته لم تكن نقطة في محيط نفاق وفتنة عيسى والبحيري اليوم، وحصار الكفار للمسلمين في الخندق لم يبلغ ذرة من حصار العدو لغزة اليوم، والمساحة التي انحشر فيها أهل غزة لم يشهدها التاريخ اليوم.
وحروب الصحابة كانت يدا بيد، ووجها لوجه، أما حروب السنوار فهي بالقنابل والمتفجرات والغازات والمسيرات.
فأي طاقة حولت السنوار ورفاقه إلى مقاربة تفوق الخيال العلمي؟ أجيبوني لأن القادم: ستتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا ومن قلة يا رسول الله، قال بل غثاء كغثاء السيل، قالوا وما المخرج يا رسول الله، قال: الزم كتائب القسام، أي جماعة المسلمين.