شاركوا الفراعنة في الحكم ويعدوا من أقدم القبائل التي جاءت إلى أرض المحروسة، تمسكوا بجذورهم رغم المصاعب التي واجهتهم وتميزوا بلغة غريبة وفريدة من نوعها، وسكنوا أجمل مناطق المحروسة ويقصدهم البعض للعلاج.
وصلوا في عهد الملك رمسيس الثالث
وصلوا إلى أرض مصر قبل 3 الآلف سنة تقريبًا في عهد الملك رمسيس الثالث، جاءوا إلى مصر هربًا من المجاعة التي اصابتهم في شمال أفريقيا حيثُ وجدوا في مصر سلة غذائية فيرة لهم، وكانوا يلجأون لتنفيذ غارات على الصحراء الغربية في موسم حصاد القمح بهدف السيطرة على المحاصيل والحصول على الغذاء.
وعبر مراجع تاريخية فإن ملوك مصر القدماء الذين سبقوا رمسيس الثالث عاشوا مطاردةً كبيرة ضد الأمازيغ، واعتبروهم لصوصًا يسرقون المحاصيل إلا أن الأمر إختلف في عهد رمسيس الثالث، حيثُ وجدهم يبحثون عن طعامهم ولا يأتون إلا في مواسم الحصاد فقط، ويغيبون بعدها فقرر حينئذٍ الإستفادة منهم، ففي السابق كان يعتمد على جنود مرتزقة للقتال معه، لكنه قرر إستبدالهم بـ “الأمازيغ”.
رحلة تجنيد الأمازيغ في الجيش المصري
وقام بتجنيدهم في الجيش وسمح لهم بالاستوطان في مصر بشرط زاعة المحاصيل وحصادها، وبالفعل استطاعوا أن يظهروا مقدرتهم على الحرب والزراعة، حتى بعضهم أصبح حرصًا للملك حينها، ولروعة ما شهدوه في مصر أطلقوا عليها “إمزران”، وتعني باللغة العربية بلد الأحجار العظيمة لما كانت في الماضي من روعة مابنيها.
سقط حكمهم على يد النوبيين
ويذكر بعد وفاة رمسيس الثالث سيطروا على مصر ومن أبرزهم “شيشناق”، شغل منصب الرئيس الأعلى للجيش الحربي وحكموا مصر قرابة 235 عام، اسسوا خلالها ثلاثة اسر حاكمة حتي سقط حكمهم على يد “النوبيين”، بزعامة الملك “بعانخي”، ليستقروا بعدها في الصحراء الغربية.
شاركوا المعز في تأسيس القاهرة الفاطمية
وعندما جاء المعز لدين الله الفاطمي، رابع خلفاء الدولة الفاطمية، أرسل جيشًا لـ مصر عدده 100 ألف جندي، عام 969م، كان أغلبهم من الأمازيغ وتحديدًا من قبيلة “كتامة”، وشاركوا المعز في تأسيس القاهرة الفاطمية، لكن مع إنهيار الدولة الفاطيمة، عاد الكثير منهم إلى شمال أفريقيا فيما استقر بعضهم في مصر، ولا تزال حتى اليوم توجد حارة في قلب القاهرة الفاطمية تسمى حارة “كتامة”.
وجاءت قبائل اخرى منها قبيلة “زويلة”، التي اطلق اسمها على بوابة القاهرة الفاطمية والتي تسمى اليوم “باب زويلة”، ثم جاءت بعدها قبيلة “شعرية”، والتي أيضًا اطلق اسمها على بوابة اخرى وتسمى اليوم “باب الشعرية”، ولكن حاليًا يستقروا في منطقة “سيوة”.
رغم رحيل عدد كبير منهم إلا أن مصر مازالت تضم بعضًا منهم، ينقسمون إلى “امازيغ”، ناطقين بلغتهم يستقرون في “واحة سيوة”، و”أمازيغ” ناطقين بالعربية يستقرون في محافظة “قنا”، بجنوب مصر وهم الأكثر إندماجًا مع المجتمع المصري، ويطلق عليهم “قبائل هوارة”، وتقديرًا من بعض المؤرخين يصل عددهم قرابة 12 مليون شخص، ويعود ذلك لإندماجهم في المجتمع المصري.