شهدنا خلال الأيام الماضية الكثير من «الترندات» على منصات التواصل الإجتماعي، لكن كان هُناك «ترند» لمس قلوب المصريين وتعاطفوا معه بطريقة كبيرة، الجميع أصبح يسير خلف «الترند»، لأنه الأداة السريعة لتحقيق الهدف، وليس مهمًا أن يكون هذا «الترند» حقيقة أم وهمًا، والأهم من ذلك أن يكون «الترند» الناجح غير هادف أو يمس قلوب المصريين ليتعاطفوا معه إذا كان واحدًا من الأثنين فإنك نجحت في تحقيق هدفك.
وللأسف نستيقظ يوميًا على الكثير من «الترندات» المزيفة مثل “ترند” العاطفة الزائفة «حسام الدين حسين» الشهير بـ «حسام بوجي» شاب ثلاثيني يسكن في منطقة الجمالية، ويعمل بمحل ملابس، ذهب إليه أحد الزملاء للتصوير معه ومساعدته بشكل مختلف لما يمر به من تنمر وحالة نفسية سيئة، لأنه يشبه الشخصية الكرتونية “بوجي” حسبما ذكر، وتحدث عن معاناته مع الأشخاص ومواقف عديدة لا نحكم عليها بالصدق المطلق وهذا لما رأيناه فيما بعد.
بعد التصوير بقرابة يومان كان «حسام بوجي» «ترند» منصات التواصل الاجتماعي وكسب عطف المصريين وأصبح الجميع يتهافت عليه ليلتقط معه صورًا تذكارية، وسُلط الضوء عليه بشكل لافت للنظر، عندما رأوا الفنانين أن المصريين متعاطفين معه وبدأت صوره تسود منصات التواصل الإجتماعي، ذهب البعض منهم ليُشارك حسام في «الترند» ليصفق لهم الجمهور ويتذكرهم وبهذه الطريقة يكونوا على الساحة من جديد.
رأت إحدى شركات المقاولات هذا الشخص فلم تتركه، مع كل هذا التعاطف الذي كسبه من المصريين يجب أن يكون لهم نصيب منه، تعاقدوا معه ليكون الواجهة الإعلانية لهم ووقع على عقد بمبلغ هائل، وبدأ يطلب من الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية مبالغ مالية لكي يسجلوا معه، بالإضافة إلى أخذ معاد مُسبق من مدير أعماله.
وحسبما ذكر أحد أبناء منطقته أن «حسام بوجي» يستغل وجهه ليصبح «ترند» ويذهب للفنانين ويلتقط معهم الصور التذكارية، بالفعل نجح في خططه ولم يذهب لفنان بل هم الذين جاءوا إليه لكي لا ينساهم الجمهور والمخرجين، ولكن تعتبر هذه إحدى الطرق السوقية للفكر المجتمعي العقيم، عندما ننظر حولنا نرى أشخاصًا كثيرة تستحق المساعدة، تستحق العطف لكن نحن دائمًا ننساق خلف هذه المهازل، لا ننظر لخريجي الجامعات الذين يقضون سنوات عديدة في التعليم ولا يعملون، لماذا لا يكونوا «ترند»؟.. لماذا لا ننظر للأشخاص الذين ينامون تحت «الكباري»؟.. لماذا لا ننظر لـ أطفال مرضى «السرطان»؟.. لماذا لا ننظر لـ أطفال الشوارع؟.. لماذا لا نفكر بعقولنا ودائمًا ننساق خلف قلوبنا؟.
ولا نستطيع إنكار التأثير السحري «للترند»، لكن يجب أن نُفرق بين الذين يستحقون أن يكونوا حديث منصات التواصل الإجتماعي، وبين المستغلين الذين يأخذوه هدفًا لتحقيق أشياءً شخصية وفي تلك الحالة يكون الآمر خطيرًا للغاية.