توقع البنك الدولي أن تنخفض أسعار النفط إلى 81 دولارًا للبرميل في عام 2024 وأن تشهد مزيدًا من التراجع خلال عام 2025، انخفاضًا من 83 دولارًا للبرميل في عام 2023.
وقال البنك في دراسة تحليلية: تحتمل التوقعات حدوث تطورات إيجابية، منها تمديد تخفيضات أوبك+ إلى ما بعد الربع الأول من عام 2024، إلى جانب احتمال تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط، أما النمو الأبطأ من المتوقع، لا سيما في الصين، فيشكل مخاطر حدوث تطورات سلبية رئيسية.
وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع الاستهلاك العالمي للنفط بنسبة 2% في عام 2023 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 101.7 مليون برميل يوميًا، وأن يتباطأ إلى أقل من 1% في عام 2024، مما يعكس التأثير المتأخر لتشديد السياسة النقدية في الاقتصادات المتقدمة.
وآثار الصراع الأخير في الشرق الأوسط مخاطر جيوسياسية على أسواق السلع الأولية، حيث تمثل المنطقة ثلث تجارة النفط المنقولة بحرًا على مستوى العالم، وبالرغم من انحسار هذا السيناريو، فإن تصاعد الصراع، حسب مدته ونطاقه، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات حادة في إمدادات النفط.
وهناك العديد من احتمالات حدوث تطورات إيجابية على آفاق سوق النفط، ومنها إمكانية تمديد السعودية وروسيا لتخفيضات الإنتاج أو زيادة مستوياتها، وبالرغم من الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط، هناك أيضًا خطر ألا تتمكن صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة من تلبية زيادة الإنتاج التي تفترضها التوقعات، خاصة بحلول عام 2025.
وترتبط مخاطر حدوث التطورات السلبية التي تهدد أسعار النفط في المقام الأول بأداء الاقتصاد العالمي الذي جاء أسوأ من المتوقع، وخاصة من جانب الاقتصاد الصيني، وتسهم هذه العوامل مجتمعة في الديناميات المعقدة لسوق النفط في مواجهة حالة عدم اليقين الجيوسياسية.
وبلغت عائدات تصدير النفط الروسية أعلى مستوى لها خلال 12 شهرًا في سبتمبر، بينما وبلغ متوسط إنتاج النفط الروسي 9.6 ملايين برميل يوميًا في عام 2023، بانخفاض طفيف بلغ 0.2 مليون برميل يوميًا مقارنة بعام 2022.
ولفتت الدراسة إلى أن الصادرات الروسية حافظت على مرونتها من خلال إعادة توجيه التجارة، فقد زادت حصة صادرات النفط الروسية إلى الصين والهند وتركيا بنسبة 40% بين عامي 2021 و2023، مما عوض جزئيًا ما شهدته الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والبلدان الآسيوية الأعضاء بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من انخفاض بنسبة 53%.
وأضافت: يبدو أن روسيا تبيع نفطها بما يتجاوز سقف التداول الرسمي، حيث تجاوز حاجز 80 دولارًا للبرميل منذ يوليو 2023، وربما تقوم باستخدام “أسطول الظل” للتحايل على القيود الغربية. وبعد الانخفاض الأخير في أسعار خام برنت، انخفضت أسعار نفط الأورال الروسي إلى ما دون سقف سعر 60 دولارًا للبرميل في الأسبوع الأول من ديسمبر.
وشمل خفض الإنتاج الجاري 1 مليون برميل يوميًا من جانب السعودية وزيادة في خفض حصة روسيا من الإنتاج بمقدار 0.5 مليون برميل يوميًا وحتى نوفمبر 2023، كان لدى تحالف أوبك+ 5.1 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، أي نحو 5% من الطلب العالمي.
وقاد المنتجون من خارج بلدان منظمة أوبك نمو المعروض العالمي في عام 2023. وكان الإنتاج في البلدان غير الأعضاء في أوبك+ قويًا في عام 2023، حيث تم تقريبًا تعويض تخفيضات الإنتاج من جانب أوبك+ عن طريق زيادات إنتاج هذه البلدان بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا وإيران، وخلال الفترة من الربع الأول حتى الربع الثالث من عام 2023، تفاوتت الزيادة في المعروض الأمريكي بين منتجي النفط الصخري، لكنها زادت بشكل عام بنسبة 5% (على أساس سنوي).
وشهد الربع الثالث من عام 2023 أعلى إنتاج ربع سنوي، حيث تجاوز الرقم القياسي المسجل في الربع الأخير من عام 2021، وذلك قبل تفشي جائحة كورونا، واستشرافًا للمستقبل، من المتوقع أن يزداد المعروض العالمي في عام 2024، مدفوعًا في المقام الأول بالولايات المتحدة ثم البرازيل وغيانا وكندا.