تطلق كلمة بلطجي على من يمارس أعمال العنف على الآخرين أو يتعدى على حقوقهم، إلا أن البعض لا يعرف معنى ومصدر الكلمة، لذلك يوضح موقع أوان مصر خلال التقرير التالي أصل المصطلح وتاريخه.
كلمة بلطجى تتكون من قسمين: “البلطة” وهى الفأس المُستخدمة في تقطيع الاشجار، وكلمة “چى” وهى أداة نَسَب تركية مثل المستخدمة في كلمات “سفرجي” و”مكوجي” وغيرها.
ولذلك كلمة بلطجي معناها “صاحب حامل الفأس”، و تاريخ نشأة البلطجية يعود للدولة العثمانية، فكانوا عبارة عن فرقة مشاه منظمة فى الجيش العثمانى بتتقدم القوات عشان تقطع الأشجار بالبُلَط وتشق الطريق قدامهم وتمهّده.
اتنقل نظام البلطجية لمصر فى عهد محمد على باشا حينما أنشأ سنة 1834 مدرسة “المهندسخانة” في بولاق، و كانت مدرسة خاصة بالمهندسين العسكريين كان الهدف منها تخريج ضباط للخدمة فى سلاح المدفعية والأشغال العامة والمناجم وغيرها.
كان من ضمن أقسام المدرسة قسم “البلطجية” كانوا مسؤولين عن أعمال قطع الأشجار والحفر باستخدام الفؤوس، وتطور مع الوقت تدريسهم أساليب الحصار وعمل المناورات الخاصة بالجيش وحفر الخنادق، وكل تفاصيل الدروس دى تم ذكرها فى مخطوط حربى اسمه “النخبة الجلية فى تعليم البلطجية” من تأليف الأستاذ أحمد أفندى العلمى.
وكان من أهم الأدوار التي قام بها البلطجية فى مشروع التحديث والتطوير في عهد محمد علي هو دورهم في حماية طالبات مدرسة البنات لتعليم التمريض التي تم إنشاءها كأول مدرسة لتعليم البنات في مصر.
وكان مظهر طالبات التمريض عن ذهابهم إلى المدرسة لم يكن مألوف بالنسبة للمصريين حينها، وهذا ما جعل بعض الفتيات يتعرضن للمضايقات من الناس في الشارع.
حينما وصل خبر لمحمد علي، أمر فورًا بتخصيص كتائب من البلطجية تلازم البنات أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة لحمايتهم من أي معاكسات أو مضايقات، وهذا القرار أدى بالفعل لضبط سلوك الشارع المصرى، وشجّع البنات للاستمرار فى التعليم وشجّع غيرهم على الالتحاق بالمدرسة.