فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة بنتيجة وصفها الكرملين بأنها استثنائية، حيث حصل على نسبة 87.28%، بزيادة 10 نقاط عن العام 2018. وخلال احتفال موسيقي في الساحة الحمراء يوم الإثنين الماضي، شكر بوتين الناخبين واقفا إلى جانب المرشحين الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات ضده. وخلال ذلك رحب بوتين بانضمام الأراضي التى ضمتها روسيا في سبتمبر 2022، أقاليم لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون. فماذا يعني فوز بوتين بولاية جديدة؟.
• يعايش العالم تحولات عنيفة في النظام الدولي الأحادي القطب، إلى نظام متعدد الأقطاب، لا تنفرد فيه الولايات المتحدة بالهيمنة الاقتصادية والعسكرية. ما جعل سباق الأمم نحو 2030 أمرا مصيريا. فالعالم يتغير وصولا لهذا التاريخ الذي ربما يشهد اكتمال نشوء النظام الدولي متعدد الأقطاب، لتبدء مرحلة من تطور الحضارة البشرية بناء على بزوغ عصر جديد ينهي تماما الأحادية القطبية.
• لا يبدو أن الناتو يتراجع، انضمام فنلندا والسويد للحلف يعمق من التصعيد الروسي الأطلسي، فالحرب في أوكرانيا جائت وفق المنظور الروسي لإحباط انضمام أوكرانيا للحلف. فإذا بمنطقة البلطيق واسكندنافيا تشهد حضورا متزايدا لحلف الناتو.
• حضور حلف الناتو لا يتمثل فقط في انضمام الدولتين الاسكندنافيتين، وإنما في شكل البنية التحتية العسكرية المرتقبة للحلف في هذه الدول.
• رأينا أن تحويل بولندا لقاعدة هجوم متقدم لحلف الناتو قد دفع بروسيا إلى بناء بنية تحتية عسكرية نووية في بيلاروسيا.. فكيف سيبدوا الحال في منطقة البلطيق التى بدأت بالفعل في بناء خط دفاعي على المسرح البري والبحري؟
• الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا لديها محاذير غربية تتمثل في التقنية العسكرية ومستوى الدعم العسكري الذي تتلقاه روسيا من الصين.. كلما شهدنا تراجعا أمريكيا في الهيمنة العالمية، نري ارتفاع معدلات التنسيق بين الصين وروسيا عسكريا قبل المستوى الاقتصادي.. فكيف ستكون شكل العلاقات بين بكين وموسكو خلال الأعوام المقبلة؟ هل توازن اتجاه الغرب لتعزيز حضور الناتو في آسيا؟.
• فوز بوتين يتزامن مع تحقيق القوات الروسية لتقدمات ميدانية في جبهتي الشرق والجنوب في أوكرانيا، لدرجة أن الهجوم المضاد الأوكراني فشل بشكل ذريع وأصبحت أوكرانيا الآن في موقف دفاعي.. فهل تمهد التقدمات الميدانية الروسية لبدء جولة من التفاهمات والمفاوضات، أم أن الغرب سيحاول مرة أخيرة بدعم أوكرانيا الحصول على تقدمات ميدانية مماثلة؟.