كما للجيش الأبيض شهداء، نحسبهم ولا نزكيهم، فهناك أيضًا هؤلاء المصابون من المقاتلين الذين أبوا إلا أن يخوضوا معركة وطنهم ضد هذا القاتل الصامت، الذي فتك بالملايين بين مصاب وصريع.
الدكتور مصطفى السيد عبده طبيب القلب بمركز القلب بالمحلة، أحد هؤلاء الأبطال، الذي قدم روحه، فداء لوطنه، وخدمة لأهله من المصابين بفيروس كورونا، فظل يسعف، ويعالج، حتى أصيب بالفيروس الخبيث، فأضحى بين ليلة وضحاها؛ ينشد العلاج بدل أن يقدمه، وازدادت حالته سوءًا يوم بعد الآخر؛ حتى دخل العناية المركزة بعد أن تدهورت حالته.
“نهجان شديد وصعوبة في التنفس.. معدل أكسجين بينقص.. ودرجة حرارة ما بتنزلش.. والجسم كله مكسر.. وكحة شديدة.. وحرب علشان النفس يدخل وحرب اصعب علشان النفس يخرج.. ودي كلها اسمها أعراض تنفسية بسيطة.. على كده سكرات الموت بتبقى عاملة إزاي؟! سلم يا رب سلم”، بتلك الكلمات بدأ مصطفى كشف معاناته مع الإصابة بفيروس كورونا، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وتحديدًا في 26 أغسطس الماضي.
وناشد الدكتور مصطفى عبده، منذ لحظة إصابته بكورونا، أصدقاءه الدعاء له بالشفاء، بعدما نقل إلى العناية المركزة قائلا: ” يا رب علشان خاطر البنتين الغلابة اللي مالحقتش أحفظ وشوشهم بسبب الجري في الدنيا، ادعو لي طاقتي بتخلص وجسمي اتهد حرفيا ونفسيتي قربت تنهار تماما، مش مصبرني غير وعد ربنا بالكرم من عنده”.
مناشدة الدكتور مصطفى أثارت موجة من التعاطف، بين أصدقاؤه ومحبيه، وكذا نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما وصف ما يعانيه من أعراض الفيروس القاتل، قائلًا،: “كفاية الرئة مفيش فيها هواء يفتحها.. كفاية القلب مع كل حركة أو لحظة تفكير ضرباته تقفز من خمسين لحد 13، كفاية يبقى في حاجة بتسد القصبة الهوائية وأنت حاسسها لكن جهاز التنفس اللي قايم بالمهمة مكانك مش حاسس بيها وضغط قصاد ضغط والصدر عاوز ينفجر، مش مهم أي أعراض، المشكلة في الوقت اللي مش بيمر، الدقيقة بتمر ستين سنة مش ستين ثانية، ويا ريتها بتمر، ولما بتمر ما بتبقاش عارف الدقيقة اللي بعدها هتحصلها وتمر ولا إيه هيحصل، وما بتبقاش عارف الوقت ده كده في مصلحتك ولا بيلعب بذكاء ضدك، أنا مش قادر فعليا ومرهق خلاص… ادعوا لي”.
وقال الطبيب محمد شاهين، عبر صفحته،: “لا تنسوا الدعاء للزميل مصطفى السيد عبده طبيب القلب بمركز القلب المحلة هو الان بالرعاية المركزة على – Non invasive MV – ادعوا له أن يرد الله عليه صحته وعافيته، كما أتمها على نبيه أيوب، وأن يلهمه الله صبرا وقوة، اللهم رب الناس اشف انت الشافي؛ شفاء لا يغادر سقما”.