«أبغض الحلال إلى الله الطلاق»، ويكون الطلاق من المؤشرات التي تهدم كيان الاسرى وإستقرارها ويهدد كيان المجتمع، والكثير من الدراسات رصدت الكوارث التي تضرب المجتمعات وتهدمها وكان من ضمنها الطلاق، ويخلف بين الأطفال الحقد والكراهية لدى البعض.
اللي يرضي أمي اطلق مراتي
وورد سؤال لدار الإفتاء المصرية من شخص تزوج من 17 سنة وبعد ثلاث سنوات حدثت مشكلات عائلية بسبب شقيقه الأكبر، وكان سكنه في مقر العائلة، وبعد 7 سنوات قام بتغيير محل سكنه وحدثت مشكلات بسبب زوجة أخيه، وبعد هذه الفترة أثارت والدته على زوجته حتى هذه اللحظة التي بلغت 17 سنة، وكل ما يرضي والدته فعله حفاظًا على تعاليم الله عز وجل، ولكن ما يُرضي أهله هو أن يُطلق زوجته، وهو يُريد أن يكون بارًا بأهله ولا يُعصيهم.
وأجابت دار الإفتاء المصرية بأن الله شرع لعباده الطلاق إذا تعذر استمرار الحياة بين الزوجين؛ فلا يستعمله المسلم إلا إذا كان مضطرًا له؛ وذلك لأنه أبغض الحلال عند الله تعالى؛ قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللهِ الطَّلاقُ» رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي.
هل يجوز للأهل التدخل في الطلاق؟
وأضافت، فالطلاق رخصة للزوج يستعملها عند الضرورة، ولا يجوز لأي شخص أن يتدخل في هذا الأمر حتى وإن كان والديه وإخوته؛ لأنه حق شخصي لا يتعدى إلى الغير، ولا تعد مخالفة الزوج لوالديه في إبقاء زوجته وعدم طلاقها عقوقًا للوالدين طالما أن الزوج مستقر مع زوجته، وأنها تحفظه في نفسها وماله وترعى حقوقه وحقوق الآخرين.
واختتمت، وفي واقعة السؤال وبناءً على ما سبق: فلا يجوز شرعًا تدخل والدة السائل وإخوته في أمر طلاق زوجته، ولا ينبغي على الزوج طاعتهم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَة الله عَزَّ وَجَلَّ» رواه أحمد.