زار الأمين العام لحلف الناتو يانس ستولتنبرغ اليابان وكوريا الجنوبية، احتجت روسيا ورأت في ذلك أن الناتو يخرج من إطاره الجغرافي المحدد لفضاءات أوسع بتنسيق أمريكي، ما يهدد مصالح الصين وروسيا في منطقة الباسيفيك. وعليه تحول الباسيفيك إلى مسرح كبير للتدريبات المشتركة بين 10 قوي دولية على الأقل ما ينذر بخطورة اشتعال الأوضاع في حال انفلت الصراع في تايوان بين الصين والولايات المتحدة، أو قبالة اليابان بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبالأمس الخميس زار ستولتنبرغ أوكرانيا في زيارة غير معلنة ووصل إلي كييف، والتقي بالمسؤولين الأوكرانيين. بعدما زار كل من بوتين وزيلينسكي الجبهات في حوض الدونباس.
الزيارة هي بمثابة إعلان عن اكتمال تدريب القوات الأوكرانية على تكتيكات معركة الأسلحة المشتركة ولاسيما مع وصول أول منظومات الباتريوت لكييف. فهذه المنظومة جري تدريب الأوكرانيين عليها ضمن تكتيكات معركة الأسلحة المشتركة وهي تكتيكات بإمكانها إحداث صدمات كبيرة للدفاعات الروسية شرق نهر الدنيبرو.
لكن الزيارات الغربية المتعددة لأوكرانيا، نقلت الصراع إلى قارات أخري كإفريقيا وأمريكا اللاتنينة. وفيما يخص بأمريكا اللاتينية، أجري وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جولة شملت البرازيل وفنزويلا وكوبا ونيكاراجوا.
هذه البلاد لديها تاريخ طويل من العناد مع الولايات المتحدة ولاسيما وأن أمريكا اللاتينية لديها مزاج شعبي مناوئ لحضور واشنطن منذ خمسينيات القرن المنصرم، لكن واشنطن تنظر إلى أمريكا اللاتنية كأنها حديقتها الخلفية وامتدادا لأمنها القومي.
من الصعب بناء تحالفات مناوئة لواشنطن في المنطقة اللاتينية، لكن بات من السهولة بناء علاقات قوية بين الصين وروسيا مع دول تلك المنطقة في إطار الشراكات الدفاعية، ولاسيما وأن امريكا اللاتينية تحولت إلى “إفريقيا” بالنسبة للصين، من حيث الفرص الاستثمارية ومخططات الحضور الأمني لموازنة التطويق الامريكي المحكم في الباسيفيك.. فهل تتحرك أمريكا اللاتينية باتجاه الشرق، أم أن الأمر محسوما منذ سبعينات القرن المنصرم؟