قد لا يدرك البعض حقيقة دور المخدرات بأنواعها المختلفة على الأسرةالمصرية و على ظاهرة إنتشار الطلاق .
فمتعاطى المواد المخدرة سواء كان الزوج أو الزوجة يتسم بسماترئيسية تصطدم بفكرة الأسرة و إستقرارها و أولى هذه السمات هىعدم تحمل المسؤولية و اللامبالاة فمتعاطى المواد المخدرة دائمآ ما لايشعر بالمسؤولية الملقاه على عاتقه و مسؤولياته الحقيقية تجاه الطرفالأخر و تجاه أبنائه و هو ما يؤثر عليه و على عمله فيبدأ بعد ذلك فىإهمال أسرته و يكون عالمه المناسب له و لإدمانه فنجده يتجه لأصدقاءالسوء الذين على شاكلته و يسيطر عليه هؤلاء الأصدقاء بأفكارهمالشاذة و هو ما يعجل بإصطدامه بباقى أفراد الأسرة و يشعر حينهاأنه متواجد فى نطاق أجواء لا تناسبه و لعل من سمات المدمن أيضآعدم سيطرته على سلوكياته و أعصابه و هو ما يؤدى به إلى التعدىبالضرب بصورة هيستيرية على زوجته و أبنائه أو نجد الزوجة فىحالة إدمانها تتبادل السباب و التشاجر مع الزوج و كلها سلوكياتتؤدى حتمآ إلى الطلاق و من ثم فشل الأسرة و غير خفى علينا مايحدثه هذا السبب من أسباب الطلاق من تأثيرات نفسية خطيرة علىالأبناء قد تؤدى بهم هم أيضآ إلى سلوك نفس الطريق .
و غير خفى علينا أن الأدمان هنا يشمل كافة أنواع المخدرات بما فيهاالمنشطات بأنواعها المختلفة و التى يؤدى الإعتياد عليها إلى نفسالنتائج السابقة .
إن ساحات المحاكم تعج بقضايا الطلاق التى يكون السبب الرئيسىفيها إدمان أحد الزوجين و الذى إذا ثبت بصورة قطعية للمحكمة وثبت الضرر فإنها تقضى بالطلاق و هناك العديد من الأحكامالقضائية فى هذا الشأن .
إننى من هنا أناشد مجلس النواب بضرورة النظر فى عقوبة تعاطىالمواد المخدرة و ضرورة طرح إطار علاجى للمتعاطى أثناء مدة تنفيذالعقوبة حماية للأسر المبتلاه بهذه الكارثة و بذلك نستطيع أن نصلبالسياسة العقابية لهدفها الحقيقى أيضآ .
كما أناشد كافة منظمات المجتمع المدنى المختصة بعلاج الإدمان أنتضطلع بدورها فى هذا الشأن فى التعافى من الإدمان و تأهيلالمدمن لما بعد التعافى من هذا الإبتلاء .
و للحديث بقية طالما فى العمر بقية