تناولنا بالمقالات السابقة ثلاثة أسباب للطلاق و هى عدم معرفة حقوق الزوجين على بعضهما البعض و الإدمان و قلة الوازع الدينى و الأخلاقى
و اليوم نتناول سببآ جديدآ من أسباب الطلاق و هو عدم التكافؤ بين الزوجين و قد يذهب البعض بفكره فى هذا الشأن إلى أننا نقصد عدم التكافؤ المادى و لكننى لا أقصد هذا أبدآ بل أقصد هنا عدم التكافؤ الفكرى و الأخلاقى و الدينى.
فالتكافؤ بين الزوجين من ناحية الفكر و الأخلاق و الدين ليس فقط شرطآ من شروط الزواج بل إننى أراه شرطآ لنجاح الأسرة و أرى أن إفتقاده و عدم مراعاته أثناء الزواج قد يكون سببآ فيما بعد فى الطلاق بل إنى أراه من الأسباب الرئيسية للطلاق
فعدم مراعاة التكافؤ فيما بين الزوجين على نحو ما سلف بيانه هو سبب من أسباب الطلاق
إننا نرى اليوم إهتمام الأسر بالتكافؤ المادى بين الزوجين فقط من دون الإهتمام بالتكافؤ الفكرى و الأخلاقى و الدينى بين الزوجين و هو الأمر الذى أصبح معه إختلاف الزوجين فى الفكر و الأخلاق يمثل خطرآ حقيقيآ على إستمرار الزوجية بل و أصبح رافدآ أساسيآ لكثرة المشاكل فيما بين الزوجين لإختلاف أفكارهم و تقاليدهم و عاداتهم و أخلاقهم عن بعضهم مما يجعلنا نرى اليوم حالة من التنافر فيما بين الزوجين لإختلاف أفكارهم و عاداتهم و أخلاقهم عن بعضهم البعض.
فما هو يعد عيبآ عند طرف لا يعد كذلك لدى الطرف الأخر و ما يرضى به طرف لا يرضى به الطرف الأخر مما يجعل الحياة الأسرية فى حالة صراع مستمر فيما بين الزوجين و هو ما يتولد عنه مشاكل مستمرة داخل الأسرة و هو الأمر الذى يؤدى حتمآ إلى أسرة فاشلة متناحرة مصيرها غالبآ الطلاق.
إننى من هنا أناشد الجميع مراعاة التكافؤ فيما بين الزوجين من الناحية الأخلاقية و الفكرية حتى يخلقوا أسرة مستقرة تتسم بالإستمرارية و الأستقرار قادرة على مواجهة أمواج الحياة العاصفة و ذلك تصديقآ لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم – رواه الترمذي –
و الا يركزوا التكافؤ فقط على النواحى المادية فهو أمر أثبت فشله فى مواجهة عواصف الحياة فكم من زيجات متكافأة ماديآ فقط فشلت و أنتهت بالطلاق
و للحديث بقية طالما فى العمر بقية