حذّر المؤتمر الشعبي من الأخذ فقط بما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي بخصوص عملية هروب الأسرى الفلسطنيين من سجن جلبوع، داعيا لإطلاق الأحكام وتحديد المواقف.
وقد جاء في بيان أصدره المؤتمر ما يلي:
إثر اعادة اعتقال اربعة من الأسرى الفلسطينيين الذين نجحوا في اذلال العدو، بالتغلب على اجراءاته الأمنية في سجن جلبوع، روّج الإعلام المأجور لمقولة ان عائلة فلسطينية من الناصرة قد وشت بهم، وللأسف فقد سارع البعض الى اطلاق الاتهامات بحق اهالي الناصرة، دون ان ينتبهوا الى غايات العدو الصهيوني من ترويج هذه الأقاويل وهدفه الثابت هو ضرب وحدة الشعب الفلسطيني التي آلمته جدا اثاء معركة سيف القدس.
المؤتمر الشعبي اللبناني
كذلك فان كثيرون يتخذون موقفا عدائيًا من حركة طالبان الأفغانيّة بناء على التقارير الإعلاميّة التي يروجها الاعلام العالمي والذي تسيطر على اجزاء واسعة وكبيرة منه الإدارة الأميركية وأجهزتها الأمنية، وذلك ليس سرا على أحد.
لقد نجحت طالبان مثلا في مقاومتها للاحتلال الأميركي والغربي على مدار عقدين من الزمن وأجبرته على الانسحاب بشكل ذليل، فلماذا لا يجري التركيز على هذا الجانب، فيما يركز الاعلام الموجّه فقط على جانب تشددها في الممارسة الدينية، التي لا تأتلف مع الدعوة الى الوسطية والاعتدال كما يؤمن المسلمون بغالبيتهم العظمى.
هل تساءل احدنا عما اذا كان هذا التشدد من منطلق تطرف فقط ام انها وسيلة للحفاظ على الشخصية الافغانية التي تم تهديدها سابقا من الاتحاد السوفياتي ولاحقا من الأميركيين والأطلسيين؟.
ان الإعلام الغربي، يوصم كل مقاومة عربية بالارهاب، سواء كانت في العراق او لبنان او فلسطين، ويطلق الأكاذيب لتبرير عدوانه، كما فعل مع العراق وسوريا، أفلا يعقل انه يطلق ايضا الأكاذيب بحق المقاومة الأفغانية له؟.
ان المؤتمر الشعبي اللبناني الذي يرفض التطرف رفضا قاطعا، وكذلك يأبى التفريط بالحقوق الوطنية والقومية امام القوى المستعمرة والغاشمة، ومن اجل ألا ياخذنا الإعلام المأجور والتابع الى صراعات طائفية ومذهبية واثنية وعرقية، فإنه يحذر من الأخذ بكل ما يرد في هذا الاعلام وترداده عبر وسائل التواصل دون تمحيص ودون اعمال للعقل.
ويذكر بأن مهمة المُحتل الثابتة هي تحطيم الارادة الشعبية عند الشعوب التي يحتلها او ينوي احتلالها، لذلك فانه يتبع نصائح كوبلز وزير اعلام من انه أكذب ثم اكذب ثم أكذب حتى يصدقك الأخرون.
ان مهمتنا كشعب عربي معتدى عليه استعماريا وصهيونيا ان نناصر كل حركة شعبية مقاومة للاحتلال والصهيونية والاستعمار، اما اصلاح الجانب الفكري والفلسفي واصلاح الممارسة عند حركات المقاومة فهي من مهمات شعبها، مع تأكيدنا ان من يعادي نسيج مجتمعه لا ينجح في مقاومته ولا يجد التفافا شعبيا حوله.
مرة أخرى لا تأخذوا بكل ما يصدره الإعلام المأجور على شاشاته او في صفحاته جرائده ومجلاته او في نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي نقمة ان تعاملنا معه بحس نقدي، ونقمة ان روجنا لما تنشره بدون تمحيص او تدقيق.