كتبت _ياسمين أحمد
تعد من أجمل النساء حتى قيل عنها ” أن الشمس لم تشرق على أجمل منها”..ولدت الأميرة “ولادة” سنة 994 ميلاديا من أم أسبانية ورثت منها الجمال في حين وصف والدها بالضعيف والجاهل، وهو الخليفة الحادي عشر للأندلس المستكفي بالله، وترعرعت ولادة في ظل أزمة غرناطة، عاصمة الأمويين في ذلك الوقت، بل عاصمة العالم بجامعاتها وحضارتها، حتى لا تكاد تجد فيها جاهلا واحدا.
ولادة كانت فتاة فاتنة شكلا وساحرة قولا، وفتحت منزلها لجميع نساء الأندلس ليتعلمن فيه القراءة والكتابة، وحولته إلى صالون أدبي ينزله به الشعراء، فتبارزهم في ما برعوا فيه، وتناقشهم في السياسة والأدب وكثيرا ما تتفوق عليهم، حتى أسرت قلوب معظمهم إلا أن قلبها ملكه رجل واحد، وهو الشاعر الأندلسي ابن زيدون الذي بادلها الشعور ذاته، وهام بحسنها وجمالها إلا أن الغيرة لم تكتب لقصة العشق هذه نهاية سعيدة.
ولادة كانت امرأة ذات كبرياء كانت تتقرب من ابن زيدون مرة وتصده باقي المرات، حتى كتب فيها قصيدة قال في مطلعها ” أضحى التنائي بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا بنتم وبنا وما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفت مآقينا”.
بذل جهدا كبيرا في إرضائها، إلا أن ولادة في ليلة من الليالي كانت تغني بصوتها العذب وطلب منها ابن زيدون ألا تتوقف عن الغناء، إلا أنها غنت أبيات من الشعر بها الكثير من الغرور وعاتبت بها ولادة حبيبها ثم حرقت قلبه وتقربت من الوزير أبي عامر بن عبدوس رجل ساذج لا يملك سوى المال، وأغرم بولادة مذ رآها، فإذا الأقدار تسوقها إليه، فاشتدت غرة ابن زيدون وقال في أبي عبدوس أفحش وأسوء الكلام، وانتهت قصة الحب قبل أن تبدأ بسبب الغيرة.
اقرأ أيضا:
هل الشعر المستعار من الأحياء أم الأموات.. خبيرة تكشف أسرار تجارة الإكستنشن