قضت محكمة جنح الطفل المنعقدة بالأميرية، اليوم بمعاقبة أحمد أبو المجد الشهير بـ”طفل المرور” بإيداعه إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية، ومعاقبة كل من مصطفى تامر، ورامز عصام، بالحبس سنة وغرامة 10 آلاف جنيه لكل منهما بتهمة إحراز جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي.
كما قضت المحكمة في القضية رقم 1656 جنح الطفل لسنة 2020، بمعاقبة المتهمين رامز عصام ومصطفى تامر وعمرو فاروق بالحبس شهر عن تهمة التنمر والإهانة وغرامة 20 ألف جنيه عن تهمة استعراض القوة وتغريمهم المتهمين 50 ألف جنيه عن تهمة التعدي على المارة والاعتداء على موظف عام وتغريمهم 100 ألف جنيه لسوء استخدام الإنترنت والتعدي على القيم الأسرية.
وكانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة الطفل المعتدي على فرد شرطة بدائرة حي المعادي، و3 أطفال آخرين وبالغ، إلى محاكم جنح وجنايات الطفل والجنح والجنايات العادية المختصة؛ لاتهامهم بإحرازهم جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي، وإهانة أحد رجال الضبط، والتنمر والإساءة إليه، والتعدي على مبادئ وقيم أسرية بالمجتمع المصري.
كما وجهت لهم النيابة تهمة إنشاء وإدارة واستخدام حسابات خاصة على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب وتسهيل ارتكاب تلك الجرائم، وقيادة المتهم الأول مركبة دون حمل رخصتي القيادة والتسيير، وكذا إحالة مالك المركبة المشار إليها إلى محكمة الجنح المختصة؛ لمعاقبته عن تمكينه المتهم المذكور من قيادة السيارة وهو لا يجوز له ذلك.
بدابة الواقعة
بداية الواقعة كانت في 26 أكتوبر الماضي، وتحديدًا بمنطقة زهراء المعادي، عندما كان أمين الشرطة محمد فوزي جادالله يؤدي عمله في المرور، حيث شهد الطفل الذي يدعى “أحمد” يقود سيارة مرسيدس بصحبة أصدقائه، فما كان منه إلا أن استوقف السيارة وطالب الطفل برخصة القيادة ورخصة السيارة.
سؤال رجل المرور قوبل برد ساخر وغير لائق، “مش معايا رخصة.. فين كمامتك أنت؟ وابعد شوية عني”.
عقب ذلك طلب رجل المرور من الطفل بترك السيارة، إلا أن الأخير انطلق بسرعة كبيرة، وكاد يدهس رجل المرور وفر هاربًا.
أصدقاء طفل المرور وثقوا الواقعة في مقطع فيديو تم تصويره من داخل السيارة، وانتشر عقب ذلك على السوشيال ميديا وأحدث موجة واسعة من الغضب.
القبض على الطفل
على الفور قامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بفحص الفيديو، وتبين من خلاله ظهور طفل يقود سيارة، أثناء قيام أحد رجال المرور بإيقافه لفحص تراخيصه ومناقشته حول كيفية قيادة السيارة، لكن الطفل قابله بالسخرية منه ثم الهرب بالسيارة، وتم إجراء عملية فحص لتحديد مكان قيادة الطفل للسيارة وتحديد هويته والسيارة التي كان يقودها.
وكلف المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بالتحقيق في الواقعة تزامنًا مع قيام الأجهزة الأمنية بتحديد بيانات السيارة ومالكها بعد فحص الفيديو والتوصل إلى فرد المرور الذي كان بالواقعة ومكانه.
وأمرت النيابة باستدعاء الأب والطفل للتحقيق معهما، بناء على قرار النائب العام، وتم ضبطهما واستجوبت الطفل فيما نُسب إليه من إهانته موظفًا عموميًّا بالقول أثناء وبسبب تأديته وظيفته، وتعديه عليه خلال ذلك، وقيادته مركبة دون الحصول على رخصة قيادة ودون حمل رخصة تسيير.
اعترافات
قال الطفل إن السيارة التي كان يقودها خلال الواقعة مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وأنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها، ثم دعا أصدقاءه لصحبته، ولما التقوا فرد الشرطة استوقفه وسأله عن تراخيص السيارة والقيادة فنفى حملها، ثم دار بينهما الحوار المتداول حتى توجه فرد الشرطة إلى مقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية، فانطلق بها خشيةَ تحرير مخالفة ضد مالكها وفُوجِئ آنذاك باصطدام قدم فرد الشرطة بباب السيارة، فعاد إليه لاحقًا مقدمًا اعتذاره إليه فقبله منه، وأضاف أن أحد أصدقائه قام بتصوير المقطع المتداول، نافيًا علمه بشخص مَن نشره بمواقع التواصل الاجتماعي.
كما سألت النيابة العامة فرد الشرطة الذي أقر بأنه شاهد السيارة وتبين طفلًا يقودها في صحبة آخرين من ذات عمره، فسأله عن تراخيص السيارة والقيادة ففوجئ بتعدي الطفل ومَن معه عليه بالقول وتوعدهم له بالإيذاء.
ثم دار بينه وبين قائد السيارة الحوار المصور حتى توجه لمقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية وتحرير مخالفة بالواقعة، ففوجئ بتحرك الطفل بالسيارة مما أخل بتوازنه واصطدمت رجله بباب السيارة، فدون رقم لوحاتها وحرر مخالفة بها، ثم جاءه الطفل قائد السيارة ومن معه لاحقًا للاعتذار إليه، فقبل اعتذاره نافيًا إصابته من الواقعة.
وبناء على قانون الطفل بعدم الحبس الاحتياطيّ للطفل الذي لم يجاوز خمس عشرة سنة، وبناء على ما أوصى به الاختصاصي الاجتماعي من تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك أخلت النيابة سبيله.
فيديو جديد
إلا أن الطفل خرج في مقطع فيدية عبر انستجرام وتهكم ورد بتنمر على المتابعين وفال في الفيديو: “مش احنا اللي نتحبس”.
وجاء هذا عقب مغادرة سرايا النيابة، حيث بث الفيديو رفقة آحرين، وبعد إخلاء سبيله بساعات قليلة ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة، القبض مجددا عليه و4 آخرين من أصدقائه، بسبب الفيديو الجديد، وأحدث الفيديو حالة من الغضب والسخط من رواد السوشيال ميديا على ذلك الفيديو المهين، إلى جانب رصد فيديو آخر يقوم فيه الطفل و4 من أصدقائه، بالتنمر على رجل مرور بمنطقة المعادي.
وأكدت التحريات أن المذكورين اعتادوا على ارتكاب مثل تلك الوقائع مستغلين وظيفة والد الطفل، حيث تم رصد عدة مقاطع مصورة لهم مع أفراد الشرطة يتنمرون عليهم بدعوی حصانة السيارة قضائيًا واستحالة ضبطهم.