صدر حديثًا كتاب تحت عنوان التعويض عن الضرر المتغير الناشىء عن الأمراض المعدية، للكاتب المستشار الدكتور محمد جبريل إبراهيم.
ويرى فيه الكاتب أن نجاح الأمة المصرية كان فى مواجهة النكبات الكارثية والجوائح الصحية، وأن ذلك يرجع إلى تماسك هذه الأمة عبر تاريخها الطويل بما يتميز به الشعب المصري من روح التكاتف والتكافل الاجتماعى فى مواجهة المخاطر والأحداث الكبيرة من تفشي الأوبئة والأمراض المعدية .
وأوضح الكاتب أنه مع تغير الضرر الناشىء عن الإصابة عن الأمراض المعدية، وصعوبة إثباته، فيصعب حينئذ تعويض هذا الضرر ، ومع ضراوة الكوارث والجوائح الصحية تتدخل الدولة الحارثة ، حيث تجري الإستعانة في تعويض ضحايا الكوارث بنظم غير تقليدية ،وذلك بإعمال نظرية المسئولية بدون خطأ في طائفة من المواقف والتي من أهمها تعويض الأفراد عن مخاطر الكوارث والجوائح والنكبات التي تجاوز طاقاتهم وقدراتهم ، فتعجرهم عن التصدي لها وعن مواجهة أعبائها .
ويرأ أن التعويض هنا ليس نقوداً وحسب ، بل يشمل توفير سبيل العلاج وتقديم المساعدات وكذلك تدريب الكوادر لمواجهة هذه الأزمات.
ويقول الكاتب عن للتعبير عن رؤيته أن الفكرة الأساسية في المسئولية بدون خطأ علي إقامة نوع من الضمان التكافلي للأضرار الناجمة عن هذه المخاطر شديدة الأثر والخطورة ، عالية الخسائر و التكلفة ، فتنهض الحماية التعويضية للمضرورين من جراء هذه الجوائح التي تفوق قدرات الأفراد وإمكانياتهم .
ويرأ أنه في ظل تطور الأسس التقليدية للمسئولية بصرف النظر عن وجود خطأ من عدمه ، حيث لا وقت هنا للبحث عن مخطئ ،فقد أصبح يُنظر للضرر علي اعتبار أنه ليس مجرد ركن في المسئولية المدنية، بل أنه عبء يجب رفعه بصرف النظر عن مصدره أو المتسبب فيه ، بالرغم من أن فيه إرهاق لميزانية الدولة، مؤكداً أن في ذلك يبرز دور الدولة في مجال مواجهة النكبات والتصدي للأضرار التي تصيب الأفراد بتعويض مادي ومعنوي، وفي النهاية نتضرع إلي الله أن يرحمنا جميعا.