كتبت: شيماء رستم
من المؤكد ان مصر أكثر البلاد لم تتأثر لغتها بتواجد الاحتلال ، لكن بالرغم من ذلك تم نقل القليل من الكلمات الانجليزية خلال فترة الاحتلال الانجليزى لمصر، ومنها كلمة “استبليا ” اى مستشفى التى تأتى من كلمة هوسبتيل الانجليزية و لكن لا يعلم احدا ان الاحتلال البريطانى قام بنقل بعض الكلمات الهندية الى مصر خلال احتلاله للدولتين حيث ان اثناء تواجد الاحتلال البريطانى فى مصر انتشرت اغنية ” طار فى الهوا شاشي” ، اغنية شعبية و هى مثال حى على نقل الاحتلال البريطانى للغة الهندية الى مصر ، فكلمة شاشى ” تعنى القمر بالهندية”، لذلك لم تكن مفهومة كلمات الاغنية للمصريين .
كما ان كلمة “شربات” ايضا كلمة هندية وتعنى “عصير بارد “، و استخدمها المصريين بالفعل لمشروب الشربات البارد حينها.
و هناك العديد من الكلمات المتقاربة بين اللغة الهندية و اللغة المصرية و لكن هناك كلمات هندية تنطق كما باللغة المصرية و لكن لها معنى اخر مثل كلمة ” فكر”، و تعنى بالهندية قلق و يقال بالهندية ” فكر مت كر” و هى تعنى لا تقلق ، فكر قلق ، مت اداة نفي ، كر = do بالانجليزية و الجملة تعنى لا تقلق، ايضا هناك كلمة “اتفاق”، و اتفاق بالهندية تعنى صدفة و ليس اتفاق و يقال بالهندية ” اتفاق سي”، اى بالصدفة لان سي حرف جر = with فى اللغة الانجليزية .
ربما يجهل العديد ايضا ان اللغة الهندية الرسمية الهندوستانية هى مشتقة من عدة لغات ومنها العربية لذلك سوف نجد تقارب كثير بين اللغتين ، لان اللغة الهندية القديمة كانت تسمى ” السنسكريتية ” و مع تقدم الزمن وصعوبة اللغة تم الاستعانة بانشاء لغة رسمية ابسط و تم انشاء اللغة الهندوستانية التى تكونت من عدة لغات السنسكريتية والعربية و الانجليزية و الفارسية و العديد من اللغات ، و الوجه الاخر للغة الهندوستانية هى اللغة الاردية “الاردو” وهى تحمل نفس قواعد اللغة الهندية و ايضا تتشابه بشكل كبير باللغة الهندية و لكنها تختلف طريقة كتابتها عن الهندوستانية حيث ان الاردو تكون حروفه اشبه باللغة العربية او بمعنى ادق اللغة الفارسية ، و هى لغة المسلمين فى الهند و اللغة الرسمية لباكستان .
و ليست فقط اللغات تم نقلها من الهند الى مصر و لكن يقال ايضا ان مقولة او بعض الاقاويل تستند لبعض الكتب التاريخية ان الكشرى الذى يعد اشهر الاكلات المصرية على الاطلاق هندى الاصل و تم نقله الى مصر من خلال التجارة بين الهند و مصر ، و لكن المصريين قاموا بوضع لمساتهم الخاصة مثل التقلية و الصلصة و اضافة المكرونة و الشعرية ، حيث يقال ان المصريين اخذوا فكرته من اكلة ” الكيشرى ” الهندى الذي يشبه الكشرى الاسكندرانى بالعدس الاصفر .
ومصادر هذه الاقاويل ذكر الرحالة ابن بطوطة في كتابه”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، ففي وصف الهند قال عنه “يطبخون الشعير مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري وعليه يفطرون في كل يوم”، وبذلك فإن الكشري أصله هندي وانتقل لمصر من خلال التجارة مع الهند، ولكن الكشري المصري هو الأشهر على الإطلاق في العالم أجمع بفضل التقلية والصلصة والدقة المميزة.
وهناك مقولة أخرى أن الكشري أكلة مصرية، مثلما ورد في كتاب “الجيبتانا أسفار التكوين المصرية”، الذي يحوى النصوص الدينية لمصر القديمة، وأصل الكلمة “كشير” ومعناها طعام الآلهة، ويستخدمها اليهود بمعنى الطعام الحلال، وهي كلمة مصرية قديمة وليست عبرية، وكلمة كشري مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعنى أرز مع أشياء أخرى.
أقرأ أيضا