«ممنوع من العرض».. جملة وقفت حائلًا أمام خروج الكثير من الأفلام السينمائية إلى النور، وعرضها للجمهور، وذلك بسبب الضوابط والمعايير الاجتماعية والسياسية والثقافية، الموضوعة من قبل مراكز القوة، في فترة حكم جمال عبد الناصر.
أفلام ممنوعة من العرض
فلا شك في أن قائمة الأفلام الممنوعة من العرض، تحوي في مضمونها العديد، لذا يرصد لكم موقع «أوان مصر» في السطور التالية أبرز هذه الأفلام.
الكرنك
يعتبر فيلم “الكرنك” من أشهر الأفلام الممنوعة من العرض، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وذلك بسبب ما يتضمنه من أحداث تكشف ظلم مراكز القوة في ذلك العهد.
وتتناول أحداث الفيلم القمع والظلم الذي كانت تنفذه مراكز القوة على الشعب المصري، في عهد جمال عبد الناصر، وتتمحور قصته حول مجموعة من الشباب، يجلسون على مقهى شعبي، يجلس عليه المعارضين للظلم الواقع على الشعب من مراكز القوة، لذا يتم اعتقالهم في أحد المعتقالات المخصصة للناشطين السياسين، ويقوموا بتعذيبهم وإجبارهم على الإدلاء بوقائع وتهم لم يفتعلوها، إضافة غلى التجسس على زملائهم في الجامعة.
والمحور الرئيسي الذي يسلط العمل الضوء عليه هو طريقة رئيس المخابرات صلاح نصر في الحكم، الذي كان يتولى الرئاسة حتى سنة 1977، وكان يجسد دوره الفنان الراحل كمال الشناوي، لذا عندما عُرض الفيلم على الرقابة تم رفضه، حتى يتم تغيير النهاية، لينضم بذلك غلى قائمة الأفلام الممنوعة من العرض.
ولكن الكاتب الصحفي مصطفى أمين، وقف أمام قرار الرفض، وظل يصارع لأجل تحقيق هدف عرض الفيلم، وذلك بسبب ما يكنه في داخل من كره لصلاح نصر، بعدما ذاق الم كرباج السلطة، وعندما علم السادات بما حدثمن الرقابة، صرح بعرض الفيلم.
فيلم “الكرنك” من بطولة فريد شوقي، وكمال الشناوي، سعاد حسني، نور الشريف، وتأليف نجيب محفوظ، وإخراج علي بدرخان.
احنا بتوع الاتوبيس
لمس فيلم “احنا بتوع الاتوبيس” وجدان المشاهدين، وذلك بسبب أنه جزء مصغر لقصة حقيقية، جاءت في كتاب “خلف الأسوار”، للكاتب جلال الدين الحمامصي، ولكمه تمضم إلى قائمة الأفلام الممنوعة من العرض.
ووالسبب وراء انضمامه غلى قائمة الأفلام الممنوعة من العرض، هو أنه أحداثه تدور حول مشاجرة بين اثنين ركاب في اتوبيس نقل عام، والكمسري، وتصل بينهم الأمور إلى قسم الشرطة، لكن يتم ترحيلهم عن طريق الحطأ إلى السجن الحربي مع المعتقلين السياسين، ويتعرضوا هناك إلى أبشع انواع التعذيب، وينتهي الفيلم بنكسة 1967، وتكون النهاية بموتهم جميعًا.
ولكن رقابة المصنفات الفنية منعت عرض الفيلم، على الرغم من وفاة عبد الحكيم عامر، وصلاح نصر، وذلك بسبب تعرية أحداث للفيلم للظلم الذي كان يدور في تلك الحقبة، وعندما وصل الامر إلى السادات أصدر قرار بعرض الفيلم.
ويضم فيلم “احنا بتوع الاتوبيس” كوكبة لامعة من نجوم الوسط الفني أبرزهم، عبد المنعم مدبولي، وعادل إمام، إخراج حسين كمال، وتاليف فاروق صبري.
البريء
ينضم فيلم “البريء” إلى قائمة الأفلام الممنوعة من العرض، بسبب ما يتضمنه من أحداث حقيقية، ورفعه للستار عن افتعالات السلطة في تلك الوقت.
ويتحدث الفيلم عن قصة حقيقية حدثت للراحل وحيد حامد في مظاهرات سنة 1977، أو انتفاضة الحرامية، كما اطلق عليها السادات، حيث كانت الأحداث تتمحور حول تلقين المجندين بأن المسجونين السياسين من أشد أعداء الوطن، وينتهي الفيلم بموت جميع العساكر وقائد المعسكر على يد سبع الليل أحمد زكي، ولكن يتم قتل سبع الليل على يد جندي ملقن لم فقه الحقيقية.
ولكن عند إقامة العرض الخاص للفيلم سنة 1986، اعترض أحد الاشخاص المثقفين، ووقف في منتصف الصالة، وقال: “ده كل عسكري واقف وفي ايده بندقية، يحصل ايه لو وجها على القائد بتاعه”، ووصل الامر غلى القيادات، وتم منع عرض الفيلم، حتى عاد إلى النور مرة أخرى برحيل الإمبراطور أحمد زكي.
تضم بطولة فيلم “البريء” ممدوح عبد العليم، احمد زكي، محمود عبد العزيز، وإخراج عاطف الطيب، تألف الراحل وحيد حامد.