تتغير الأرض ويظل هناك فكر ثابت لجماعة الإخوان وأتباعها، وإن كانت هناك أفكار وأهداف غير ثابتة للجماعة تتلون باختلاف الزمان والمكان تحت دواع تفرضها المرحلة.
التجربة الإخوانية في ألمانيا، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، أن الجماعة استطاعت أن تنفذ إلى مفاصل الدولة وتحقيق الانتشار منذ سنوات قبل أن تستفيق الدولة الأوروبية من سباتها العميق وتطبق إجراءات وقائية وأمنية قوية ضد مخاطر الإخوان والمتطرفين.
تقرير لمؤسسة “رؤية” كشف أن الجهود الأمنية الألمانية في الآونة الأخيرة، أخضعت جمعيات وعناصر الإخوان في الوقت الحالي لرقابة مشددة أكثر من أي وقت مضى، من هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية”.
ورغم امتلاك الإخوان عشرات المساجد والجمعيات الثقافية والإغاثية، فضلًا عن 1300 عنصر في ألمانيا، إلا أنها تعيش وضعًا رقابيًا خانقًا يقيد حرية حركتها، ويضع أنشطتها تحت منظار كبير، فضلًا عن تزايد الوعي في ألمانيا بخطورة التحويلات المالية المشبوهة ومراقبتها؛ بل رصدها في حال إتمامها ومعاقبة المسؤولين عنها.
وتابع التقرير أن الإجراءات ضد خطر الإخوان تضمنت اعتراض عدد من نواب ألمانيا على دعوة الاتحاد الأوروبي جماعات وأفراد مقربة من جماعة الإخوان إلى مؤتمر عن العنصرية في 19 مارس الجاري، لا سيما وقد كان من بين المدعوين ابنة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية في تونس وميشيل بريفوت الذي كان عضو في جماعة إخوانية.
ولفت التقرير أنه لا تزال هناك تحذيرات كبيرة في الدول الأوروبية من خطر جماعة الإخوان الإرهابية التي تسعى لتوسيع نشاطها في أوروبا، من خلال المنظمات والمؤسسات والمساجد التابعة للإخوان، وأن عام 2020 شهد حسمًا أمنيًا لملف جمعيات إيران والتمويلات المشبوهة في البلاد، بعد حظر برلين لجماعة حزب الله.
وفي مايو الماضي، داهمت الشرطة 30 مسجدًا ومركزًا دينيًا بشبهة جمع الأموال إلى عناصر الحزب في لبنان، وهو ذات الشيء الذي اتهم به مركز المصطفى قبل غلقه من قبل السلطات، إضافة إلى مساجد تابعة لإيران في العاصمة برلين ومونستر ودورتموند.
وتابع التقرير أن جماعة الإخوان ومن على شاكلتها من جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، تستخدم هياكل الديمقراطية للانتشار في الشرطة، السياسة، العلوم، الإعلام، وفي العمل الاجتماعي.
عمرو أديب يعلق على ما فعلته تركيا مع الإخوان: «ابتدينا» (فيديو)