كشفت “العربية” نقلا عن مصادر خاصة أن تركيا بدأت عملية شاملة لمراجعة كل ملفات قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الموجودين على أراضيها منذ العام 2013.
جاء ذلك بعد التحول المفاجئ الذي حدث، الخميس، بعد صدور توجيهات تركية لقنوات الإخوان التي تبث من إسطنبول بالتوقف عن استهداف مصر والخليج ووقف برامجها السياسية، وبعدما أصدرت السلطات التركية قرارات بوقف إنشاء أي أحزاب سياسية للجماعة داخل البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن جهاز الأمن الداخلي التركي تولى ملف المراجعة، بالإضافة إلى تراجع بأعداد الإقامات الخاصة بعناصر الإخوان التي تقيم في تركيا والوثائق الرسمية والثبوتيات.
ولفتت إلى أن عناصر من الجماعة اجتمعت بالاستخبارات التركية بينهم رجال أعمال، وأبلغتهم السلطات بضرورة المغادرة إلى لندن خلال ٩٠ يوماً، منوهة إلى أن عناصر أخرى ستغادر إلى ماليزيا.
عمرو أديب يعلق على ما فعلته تركيا مع الإخوان: «ابتدينا» (فيديو)
كما أصدرت السلطات تعميماً أمنياً بمنع دخول أي عناصر إخوانية مصرية قادمة من سوريا أو العراق كانت خاضت معارك مع تنظيمات إرهابية ومتطرفة إلى تركيا أو الإقامة فيها، كاشفة أن قيادات من رجال أعمال الجماعة التي كانت مقيمة هناك قررت نقل أموالها إلى دول أخرى خلال الأسابيع المقبلة مع بقاء عدد من استثماراتهم داخل البلاد دون أي مساس.
وأضافت المصادر أن من القيادات من كان مقيماً في تركيا قاموا بعمليات غسيل أموال وتورطوا بعمليات تجارة مشبوهة، وتهريب مخدرات، وتجارة أسلحة وحققوا من وراء صفقاتهم أموالاً ضخمة.
إلى ذلك، ستلغى إقامات من شارك بأعمال إرهابية مع تنظيمات مشبوهة مثل داعش، وبيت المقدس سواء في مصر أو خارجها، والقيام باجراءات عاجلة في هذا الملف، وأشارت المصادر أيضاً إلى أن من لم يتورط بأعمال إرهابية أو عمليات تحريض على الدولة المصرية سيسمح لهم بدخول مصر بعد مراجعة أمنية دون فرض أي قيود.
مفاوضات لترحيل قيادات «الإخوان» في تركيا.. وحسم مصير القنوات السبت
ولفتت إلى أن تركيا ستنسق مع السلطات المصرية في ملف مكافحة الإرهاب والعناصر الإرهابية شديدة الخطورة من المصريين، وستقوم أيضاً بتجميد تسليم جوازات سفر تركية لعناصر من الإخوان كان من المقرر استلامها حين انتهاء الاستخبارات التركية من التحريات الخاصة بهم.
كما كشفت عن مشاورات حالية بين جهات أمنية تركية وأخرى مصرية لوقف نقل المرتزقة السوريين والأجانب إلى ليبيا، مشددة على ضرورة حسم هذا الملف خلال الأسابيع المقبلة. وأعلنت أيضاً تشكيل لجنة رفيعة تضم أطرافاً مختلفة لتقييم علاقاتها مع الدول العربية والعمل على توسيعها.
يشار إلى أن السلطات التركية كانت أصدرت توجيهات بإيقاف البرامج السياسية بفضائيات الإخوان التي تبث من إسطنبول وهي “وطن، والشرق، ومكملين”، أو تحويلها لفضائيات خاصة للمنوعات والدراما، مضيفة أن تركيا أبرمت اتفاقيات مع قادة الجماعة للالتزام بالتعليمات، مهددة بعقوبات قد تصل لإغلاق البث نهائياً وترحيل المخالفين خارج البلاد، وفق ما أكدته المصادر.
«العربية»: تركيا وضعت قيادات الإخوان قيد الإقامة الجبرية
وجاءت هذه التطورات بعد أسبوع من تأكيد مصر رداً على مطالب مسؤولين أتراك بالتقارب، بأن الارتقاء بمستوى العلاقة بين البلدين يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومقتضيات الأمن القومي العربي.
بدوره، أعرب وزير الإعلام المصري، أسامة هيكل، اليوم الجمعة، عن ترحيبه بقرار الحكومة التركية الخاص بإلزام القنوات المعادية لمصر بمواثيق الشرف الإعلامية.
ووصف هذه الخطوة بأنها بادرة طيبة من الجانب التركي، تخلق مناخاً ملائماً لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين على مدار السنوات الماضية.