يبدو أن التعدي على مياه نهر النيل غير مقتصر على موقف إثيوبيا المتعنت في مفاوضات سد النهضة، حيث تثبت واقعة بمحافظة الجيزة عدم مبالاة البعض بأهمية هذا الشريان الحيوي في حياة المصريين.
ففي الوقت الذي تتصاعد فيه تطورات أزمة سد النهضة، نجد مسئلين يعتدون على نهر النيل بمنشأة القناطر بالجيزة.
المشكلة أن من يقوم بهذا الأمر موظفون محسوبون على الإدارة المحلية بمنشأة القناطر بحسب الأهالي.
يقول الأهالي إن الموظفين قاموا بردم أجزاء من نهر النيل وإلقاء القمامة ومخلفات البناء على جانبي النيل الذى يبلغ عرضه 4 أمتار مما يهدد باختفائه بتلك المنطقة.
وتساءل رمضان شلبي أحد الأهالي: “هل مايحدث من ردم مياه النيل هو قرار منفرد أم قرار محافظة؟، فالرئيس السيسي أصدر توجيهاته بالحفاظ على نهر النيل والترشيد في استهلاك المياه والحفاظ على الموارد المائية وتعظيم الاستفادة منها، ولكن مايحدث هو إخفاء متعمد لنهر النيل والتعدي عليه”.
وأضاف “شلبي” لـ”أوان مصر” أنه “في ظل محاولات الدولة المستمرة للحفاظ على كل قطرة مياه ومحاولات تجميل مجاري المياه على ضفاف النيل وروافده، وخاصة بعد اشتعال مشكلة سد النهضة، وتوجيهات رئيس الجمهورية بضرورة الحفاظ على المياه بتجميل وتبطين كل مجاري المياه، يقوم مجلس مدينة منشأة القناطر بالتعدي على حرم النهر تحديداً الرياح البحيري بمنشأة القناطر بالجيزة، بالردم وتدمير الرقعة الخضراء على ضفة النهر بحجة إقامة موقف”.
وأشار إلى “أنه توجد مناطق عدة داخل المدينة يمكن تخصيصها لهذا الموقف أفضل بكثير من تدمير ضفة النهر، مضافاً إلى ذلك الاعتداء على حرمة بيوتنا”.
وأكد “شلبي” “أنه قد تم إرسال شكاوى لعدة جهات مختصة وهي، طوارئ المحافظة، البوابة الحكومية للشكاوى التابعة لمجلس الوزراء، شكوى بالرقابة الإدارية، إرسال تلغرافات لمحافظ الجيزة”.
وتابع أنه كذلك تم إرسال الفيديوهات لنائب محافظ الجيزة، مقرونة بالتالي:
1- تم اختيار مكان غير المكان الذي قام محافظ الجيزة بمعاينته والموافقة عليه.
2- المكان عبارة عن شريط بعرض تقريبًا من 4 إلى 5 أمتار وبطول تقريبًا من 30 إلى 40 على حرم منطقة الرياح البحري أحد روافد نهر النيل.
3- هذا المكان في مواجهة كتلة سكانية وقد يؤدي هذا إلي مزيد من المشاكل فيما بين ساكني المنطقة وسائقي السيارات بالموقف مما يشحن الأهالي قطعاً ضد المحافظة، لأنه أيام كنا نعيش بسلام حتى فؤجنا جميعا بهذا القرار.
4- المكان الذي تم معاينته والموافقة عليه من جانب محافظ الجيزة مناسب للغاية وتوجد غيره أماكن أخرى كثيرة قد تكون مناسبة، فما الداعي لإصرار رئيس مجلس مدينة منشآة القناطر وموظفيه على إقامة هذا الموقف في هذا المكان تحديداً على حرم نهر، في كردون كتلة سكانية وتهميش المكان الذي عاينه ووافق عليه محافظ الجيزة.
واختتم “شلبي”: قمنا أمس بعمل تلغرافات للمحافظة لتوضيح المشكلة من جانبنا”.
وبدوره تواصل “أوان مصر” مع مسئولي وزارتي الري والتنمية والمحلية ولكنهم لم يستجيبوا، فيما تم التواصل مع النائب علاء ناجي عضو مجلس النواب عن دائرة منشأة القناطر، والذي قال إنه سيتواصل مع رئيس مجلس المدينة لمعرفة التفاصيل والوقوف على حقيقة الأمر.