تحقيق – سماح عثمان
لا تمر مناسبة إلا وتكون الحلويات حاضرة كهدية وتعبير عن المشاعر، وتتفاوت جودة المنتج على حسب نوع الخامات المستخدمة ولكن هناك عنصر مشترك لاتخلو منه تورتة أو جاتوه إلا موجود بها “الجيلاتين” فهي مادة أساسية في صنع الحلويات والذي لايعلمه الكثير أنها مستخرجة من بطانة جلود الحيوانات.
في مهمة صحفية قامت بها “أوان مصر” للمدابغ وجدنا أنه يتم استخلاص الجيلاتين من الجلود أو العظام، بعد أن تتم معالجة كاملة للجلود، فيتم غسلها بشكل جيد، بعد ذلك تتم إزالة كل الشعر عنها، بعدها يتم نقعها بمادة الكروم التي تعمل على نفخها بعد أن تتشربها.
يتم شقها بعد ذلك إلى ثلاث أقسام، القسم الأول ويكون ملاصقً لشعر الحيوانات، مما يجعله يستخدم في صناعة الجلود ولكن بعد دبغه، القسم الثاني ويكون الجزء المتوسط ويطلق عليه إسم النبة ويستخدم هذا الجزء في صناعة الشنط والأحذية وغيرها، أما القسم الثالث فهو الذي يكون ملاصقاً للحم، وهو الذي يستخدم في صناعة الجيلاتين.
وقد قام عدد من الباحثين، في تحليل لعينات من مادة ( الجيلاتين ) والتي يستخدمها صانعي الحلوي في تجهيز التورت، والجاتوهات من مصانع تحت بير السلم وغير المرخصة من وزارة الصحة ، و يقوم بشراء هذه المادة مجهولة المصدر بعض محلات صناعة الحلوي في مصر .
وقد أكد المركز العلمي للبحوث، بعد تحليل عينات من الجيلاتين علي أنه غير مطابق للمواصفات القياسية المصرية، حيث تحتوي علي المواد السامة والقاتلة، والتي تضر جسم الإنسان.
دراسة: نسبة رصاص تدمر الجهاز العصبي وتسبب العقم
وفي دراسة قام بها المركز القومي للسموم على عينة من الجيلاتين المستخرج من بطانة جلود الحيوانات، لخصت أن أخطر ما جاء فى التحاليل المعملية هو وجود مادة الرصاص بمقدار 18 ضعف المسموح به! فالرصاص له تأثير مباشر على خلايا الدماغ والجهاز المركزى العصبى، خاصة فى الأطفال حيث يتم امتصاص الرصاص فى الأطفال بنسبة أكبر من كبار السن، والكارثة الكبرى أن الرصاص لا يخرج من الجسم بل يتراكم فى العظام ولا يستطيع الجسم طرده، وتبدأ تأثيراته تظهر تباعاً وصولاً إلى الإصابة بالفشل الكلوى فى سن صغيرة كإحدى النتائج، أما التأثيرات المباشرة على المدى القصير فتكون النسيان، عدم التركيز، حالة وهن وضعف عام.
وتؤكد الدراسة: إن الأم التى فى جسمها نسبة رصاص عالية ممكن أن تنجب طفلاً متخلفاً عقلياً، لأن الرصاص يعبر عبر المشيمة إلى الجنين ويؤثر على جهازه العصبى، وهو ما يبرر زيادة نسبة إصابة الأطفال بالتخلف العقلى والإعاقة الذهنية، وهى نسبة مرتفعة فى مصر.
ونتيجة التحاليل كارثية بكل المقاييس، فنحن هنا نتكلم عن 18 ضعفاً فالذى لا يعرفه الكثيرون أيضاً أن الرصاص يسبب ضموراً للأجهزة التناسلية للرجال والنساء ويسبب العقم.
أحد منتجي الجيلاتين يشرح خطوات صناعته
ومن ناحيته قال أيمن فكرى 35 عام صاحب إحدى مصانع الغراء أننا نعانى من أشياء كثيرة ومنها على سبيل المثال غلاء الجلود ومشتقات المواد البترولية، فنحن نعتمد بشكل رئيسى على الغاز والسولار فى صناعة الجلود .
ويقول”فكري” أن مراحل استخراج الجيلاتين من جلود الحيوانات تتم بعدة مراحل وهي:
تتم الصناعة من خلال نقع الجلد بمادة الجير المطفي وذلك بعد وضعه في حوض مملوء بهذه المادة، وتكون مدة النقع من أسبوعين وحتى الشهرين، حسب درجة الحرارة في تلك المنطقة لمخصصة للنقع.
تنتهي المرحلة الأولى بعد أن تتفكك الخلايا ونعرف ذلك بعد أن يتغير اللون الأبيض إلى اللون الوردي الفاتح.
ثانياً من خلال الماكنات الخاصة بالتقطيع يتم تقطيع الجلود إلى مستطيلات، بمساحة عشرة في مائة سنتيمتر، ثالثاً يتم في هذه المرحلة غسل جميع القطع غسلاً جيداً، وتكون مدة الغسل ستّ ساعات حتى تُزال مادة الجير بشكل نهائي.
بشكل مستمر يتم من خلال ذلك قياس للماء، وبعدها يضاف إلى الجلود حامض الهيدروكلوريك، يجب أن يكون بتركيز ستين بالمائة، وبعدها يغطى بالماء ويقلب لمدة ساعة.
بعدها يتم وضع الجلد بأوعية ضخمة حيث أنها يجب أن تكون مزدوجة بنظام تحكم بالحرارة. يتم التحكم بدرجة الحرارة ومن ثم يغمر بالماء، ويتم تمرير البخار عليه حتى يصل الجلد إلى درجة حرارة خمسة وخمسين درجة.
يجب الإنتباه إلا أنه لا يجب أن تزيد درجة الحرارة عن ذلك حتى لا يتم خفض جودة المنتج.
خلال جميع المراحل يجب الإنتباه إلى المياه المستخدمة، يجب أن تكون خالية من الأملاح والكحول ومن أي نوع من أنواع البكتيريا ويجب أن تكون مفلترة أيضاً، بعدها يتم طبخ الجيلاتين بحمام مائي، ويجب قياس تركيز المحلول حتى يصل إلى خمسة بالمائة، بعدها يتم شفط المحلول ومن ثم يُرسل للغلاية المركزية حتى يتم فصل الدهون والشوائب منه لكي يصبح شفافا لزجاً.