تسجل محكمة الأسرة في دفاترها كل يوم عشرات القضايا الأسرية، منها ماينتهي بالصلح، وأكثرها ينهي الحياة الزوجية التي ربما استمرت لسنوات طويلة، وبرزت خلال الساعات الأخيرة دعوى خلع أقامتها ربة منزل ضد زوجها، بسبب تكاسله، ورفضه الذهاب للعمل، حتى تم فصله حسب ماقالته الزوجة.
إتهامات الزوجة لزوجها
وتحدثت الزوجة المدعية أمام محكمة الأسرة، بإنكسار وحزن، وبحروف تكاد تخنقها، وقالت: ” عيبه الوحيد إنه كسول، ويرفض تحمل مسؤولية أولاده الأربعة، تعبت من كثرة الاقتراض من كل أقاربي، وكان نفسى أعيش معاه أنا وولادى، طلبت منه النزول إلى العمل؛ فقرر اقتراض مبالغ مالية من زملائه”.
وتابعت: “زوجي كان مهمل في عمله، ويتقاعس في الذهاب إلى الشركة التي يعمل بها، وهو مدير صيانة بإحدى الشركات، وبدأ ينقطع عن العمل فترات طويلة بعد أن نفد رصيد إجازته، لتقرر جهة العمل الاستغناء عنه بعد أن تجاوز الحد الأقصى لأيام الغياب بدون عذر”.
وأكدت السيدة المدعية: “كنت أنظر لأولادي، ودموعي تتساقط، من شدة القهر عليهم، لأنني لا أمتلك ثمن رغيف العيش، ولعدم القدرة على توفير لقمة العيش بسبب أب فاشل، وعشت معه أياما صعبة، ووجدت أن أنسب حل لحالتي هو الطلاق، والحصول على معاش والدي المتوفي، وطلبت منه الطلاق، إلا أنه رفض، وقال لي: مقدرش استغنى عنك انتي وعيالي”.
حضور الزوج الى محكمة الأسرة
واستدعت المحكمة الزوج المدعي عليه، لكى تستمتع الى ماسيقول قبل أن تصدر قرارها ، وحضر فى الموعد المحدد أمام الخبراء النفسيين والاجتماعيين، وبدموع محبوسه وصوت محشرج قال: “لا أستطيع ان أستغنى زوجتي وأولادي، فأنا أحب زوجتي وأولادي ، وأعترف إننى السبب فى تعاستها، وجعلتها تمد يدها لكل أقاربها وجيرانها”.
طلب الزوج المدعي عليه السماح من زوجته، ووعدها بأنه سوف يتغير، لكنها رفضت كلامه، إلا أن دموعه قابلت ذلك الرفض بالإنهمار الغزير من عينيه، وفى لحظة تأثرت الزوجة بدموعه، وقالت أمام المحكمة: “أنا أتنازل عن دعوى الخلع“، وسجلت المحكمة تنازلها عن الدعوى بمحضر الجلسة، لتغلق دعوى كادت أن تعصف بأسرة.