كتبت-رنا تامر عادل
اليوم نبدأ عام دراسي جديد مليء بالآمال والطموحات، وأيضًا مليء بالمخاوف والقلق بسبب انتشار فيروس كورونا. ولكن هناك أمور كثيرة أخرى تقلق الآباء مع بدء الدراسة بالأخص من لديهم أطفال في مرحلة رياض الأطفال أو الصفوف الدراسية الأولى.
ومن بين الأمور التي تقلق الآباء هي قدرة الطفل على التحصيل واكتساب المهارات، ومواكبة الطفل لأقرانه في الفصل وذلك دون أن يشعر الطفل بالإجهاد والتوتر. لذلك يُفضل أن يكون الأب والأم على دراية بإضطربات التعلم لدي الطفل حتي يستطيعوا علاجها في سن صغير.
للتعلم المدرسي أربع مظاهر يثبت الطفل قدرته على التقدم فيها بالنسبة لسنه وبالمقارنة بزملائة. وهذه هي القدرة على القراءة، والكتابة، والحساب، والهجاء. وتعتبر القدرة على القراءة هي الأساس، فإذا استطاع الطفل القراءة سيتعلم الكتابة والحساب والهجاء بشكل صحيح.
في بعض الأحيان يقاوم الطفل القراءة حتي لا يسرع نضجه فيضيع اعتماده على والديه، أو يقاومها لكي يعبر عن تمرده على مطالبة والديه بالاعتماد هلى نفسه. وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلي استخدام بعض الحيل لخلق دوافع تساعده على القراءة. فمثلًا يقوم الآباء بقراءة القصص مع الطفل قبل النوم بشكل يومي، أو أطبعوا للطفل كلمات كبيرة بأحرف ملونة في غرفته، وعلقوها على الحائط، ولا تخبروه ما هي، دعوا الطفل يتوقع الكلمة ويحاول قراءتها بنفسه.
ولكن تكمن المشكلة إذا كان الطفل يعاني من عسُر القراءة المعروف باسم ” Dyslexia”. عسُر القراءة يؤثر على قدرة الطفل على التعرف على الأصوات في اللغة واستخدامهم. يواجه الأطفال المصابون بعُسر القراءة صعوبة في فك تشفير الكلمات الجديدة، أو تقسيمها إلى مقاطع لقراءتها. وهذا يسبب صعوبة في القراءة والكتابة والهجاء. قد يعوضون ذلك عن طريق حفظ الكلمات، وللأسف يدفع كثير من الآباء أطفالهم لحفظ الكلمات بدل من تعلُم الكلمة مما لا يساعد في حل المشكلة بل يزيد من عملية الضغط على الطفل الذي فيما بعد سيواجه صعوبة في التعرف على الكلمات الجديدة وقد يكون بطيء في استرجاع الكلمات المألوفة.
عسُر القراءة ليس انعكاسًا لذكاء. يستطيع بعض الأطفال المصابين بعُسر القراءة مواكبة أقرانهم بجهد إضافي على الأقل في الصفوف القليلة الأولى. ولكن بحلول الصف الثالث أو نحو ذلك، عندما يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على القراءة بسرعة وطلاقة من أجل مواكبة عملهم ، فإنهم يواجهون مشاكل.
لا يعني تشخيص الطفل بعسُر القراءة أنه لن يتعلم القراءة أبدًا بل أصبح هناك برامج تساعد الطفل على تعلم القراءة بأسلوب علمي ومرح. ومع تشجيع الطفل على أقل انجاز يحققه، وإلحاقه في أنشطة رياضية وموسيقية يستعيد الطفل ثقته، ومن الممكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير على تعلمه القراءة. أيضًا يمكن أن نوفر للطفل الكتب الصوتية بدلا من القراءة، ونجعله يستخدام المسطرة لكي يقرأ بخط مستقيم، مما يساعد في الحفاظ على تركيزه، وحل تمارين تلوين أو متاهات على الورق أو تمارين تتضمن رسم أشكال بأحجام مختلفة، واستخدام الخرائط الذهنية كل هذا يجعل الطفل مؤهل للتعلم والاستيعاب.
اقرأ ايضا: