حي الزمالك هو أحد الأحياء الراقية في غرب مدينة القاهرة ويقع على جزيرة تقع في وسط نهر النيل، تُسمى «جزيرة الزمالك» أو « الجزيرة ».
ظهرت في القرن الخامس جزيرتان منفصلتان في مكان جزيرة الزمالك الحالية، وفي وقت الحملة الفرنسية على مصر ظهرت جزيرة ثالثة بالقرب منهما، وأصبحت الثلاثة جزر تعرف باسم “عازار” و”بولاق الكبيرة” و”مصطفى اغا” ثم اتصلت هذه الجزر ببعضها، وكونت جزيرة واحدة عرفت باسم “جزيرة بولاق” لانها أمام قرية بولاق.
وفي سنة 1830 اقام محمد علي قصراً كبيراً بين المزارع في الجهة الشمالية من أرض الجزيرة واتخذه للنزهةعُرف حي الزمالك منذ أوائل القرن العشرين بأنه مكانًا يقطنه الأغنياء في مصربدايةً من البشاوات، والسياسينوالفنانين، وكبار العائلات في مصر؛ ويرجع هذا لسببين رئيسين؛
أولًا:
موقع الجزيرة المتميز على النيل وقربها من أهم المناطق في القاهرة مثل المهندسينوالدقي، والعجوزة، ووسط البلد وارتفاع أسعار البيوت فيها،
ثانيًا:
عرف حي الزمالك بانتشار عدد كبير من سفارات الدول المختلفة فيه، والبزارت وأتيليهات أكبر مصممي الأزياء؛ بالإضافة إلى وجود عدد من أهم معالم مصر السياحية به.
أطلق الأترك على المنطقة كلمة الزمالك ، والتي تعنى “العشش” بالتركية وبمرور الأيام استخدم المصريين الترجمة وتجاهلوا الأصل، جاء مواطن صعيدى يدعى عبد النعيم محمدين من محافظة قنا عام 1897 واشترى قطعةأرض كبيرة بمنطقة العشش بثمن لا يتجاوز القرشين والنصف للمتر، ثم أخد يستصلح الأرض حتى جعلها صالحة للزراعة وطهرها من الحيوانات المفترسة ونجحت الزراعة وأنبتت الأرض وأرسل عبد النعيم يستقدم مزارعين من قنا ليستعين بهم فى مشروعه الناجح حتى أصبح عدد أقاربه وبلدياته فى منطقة العشش أكثر من ألف وخمسمائة فرد.
فاشترى باقى مساحة المنطقة ليطهرها ويستثمرها، وتم اختياره عمدة، وتراجع عدد الحيوانات المفترسة أمام تقدم المساحة المزروعة، وتقدمت الزمالك التى أصبحت جنةً خضراء، وأخذت المنشآت تنتشر فى ربوعها،وأصبحت مقامًاللأثرياء الهاربين من ضوضاء المدينة.
تنازل عبد النعيم عن مملكاته لابنهعسران الذى مع الوقت ترك العمودية لابنيه فهمى وحسنى، اللذان قسما المنطقة إلى قسمين، حيث اختار كل واحد منهما قسمًا يشرف عليه ويفتشه يوميًا بنفسه من داخل سيارته الفخمة.
وقد سبق واختار الخديوى إسماعيل مكانًا على أطراف الزمالك وأنشأ هناك قصرًا عام 1869 لاستقبال الضيوف الأجانب لحفل افتتاح قناة السويس وبعد 10 سنوات تحول سراي الجزيرة إلى فندق الجزيرة ثم فندق ماريوت فى منطقة الجزيرة، أما عبد النعيم وأقاربه قاموا بتعمير الحي بالكامل فى حين أن الخديوى إسماعيل اكتفى بتعمير طرف الجزيرة فقط وبذلك أصبحت منطقة الزمالك سكنى للأمراء، والأعيان والفنانين؛ ومنهم الأميرة فايزة، والأمير طوسون إبراهيم، والأمير سعيد طوسون، وأغنى أغنياء مصر فى ذلك الوقت “أحمد عبود باشا”؛ كما أصبحت مقرًا لسفارات لعديد من الدول.
موضوعات متعلقة