قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية خلال لقائه التلفزيوني مع الإعلامي الدكتور معتز عبد الفتاح في برنامج “تحت الشمس”، الذي عُرض على فضائية قناة الشمس اليوم، إن تزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها أمر دقيق، وأن دار الإفتاء المصرية تعاملت بذكاء وحكمة مع قضايا العصر، والمسائل المستجدة بإتباعها مبدأ الاختيار الفقهي بعدم الاقتصار على مذهب واحد من المذاهب الفقهية الأربعة، بل استثمرت واستفادت من مذاهب المجتهدين العظام، بما يحقق مصلحة العباد والبلاد ما دام الأمر لم يكن مخالفًا للشرع الشريف.
الفقه الإسلامي نتاج العقل المسلم
وأكد مفتي الجمهورية على أن الفقه الإسلامي، هو نتاج العقل المسلم دائر في فلك القرآن والسنة ولم يخرج عنهما؛ لأن التحقيق العلمي أن استنباط الأحكام من النصوص الشرعية يكون إما بصورة جزئية تفصيلية بالنص من الكتاب أو السنة على حكم المسألة، وإما بصورة كلية تتم بالقياس على ما هو منصوص على حكمه، وإما بغير ذلك من الأدلة.
وأوضح المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تبارك وتؤيد وتثمن النظرة الثاقبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي و الأمير محمد بن سليمان حول ضرورة التجديد المنضبط.
وشدد مفتي الجمهورية على أن الخطاب الديني اليوم يواجه الكثير من التحديات لعل أكثرها إلحاحًا وأهمية تلك التهديدات التي تهدد السلم المجتمعي وتهدد الأمة بأكملها؛ مما يحتم ضرورة التصدي لها ومواجهتها، ويفرض عليه أيضًا ضرورة النظر في تحديث آلياته وأدواته وأساليبه التقليدية وإيجاد آليات جديدة تواكب التقدم العلمي والتكنولوجي، وضرورة إيجاد فهم منضبط للتعامل مع الأفكار المتطرفة التي يستغلها أعداء الدين والوطن لتدمير شباب الأمة الإسلامية وزعزعة قيمهم ومبادئهم وإشاعة التطرف والإرهاب والفوضى في البلاد.
الفقهاء اهتموا بالمسائل الغير موجودة في القران
وأشار المفتي إلى أن الفقهاء اهتموا بالتعامل مع المسائل والقضايا غير الموجودة في القرآن والسنة بصورة جزئية تفصيلية من المستجدات والنوازل وقعَّدوا القواعد الضابطة لاستنباط الأحكام لها، ومن أبرز هؤلاء العلماء الإمام العز بن عبد السلام فقد وضع في كتابه “قواعد الأحكام في مصالح الأنام” نظرية للموازنة بين المصالح والمفاسد وبين المصالح والمصالح، وبين المفاسد والمفاسد.
ولفت فضيلة مفتي الجمهورية النظر إلى أن الإخوان جماعة إرهابية تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة وإنشاء كيانات موازية للدولة في مختلف المجالات، ويصفون من يخالف منهجهم بـ”علماء السلطان”، وهم أول من أطلقوا هذا المصطلح على من يخالفهم بغرض سياسي وهو تشويه العلماء وعدم إنصافهم.
المفتي: الوسطية في النقل من التراث عند التعامل مع الواقع والمستجدات تتم دون تفريط
ونوه فضيلة المفتي على أن الوسطية في النقل من التراث عند التعامل مع الواقع والمستجدات يجب أن تتم دون غلو أو تفريط، مضيفًا أنه من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك فمن الخطأ رفض ما قعَّده الفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بدعوي تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث جملة وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح.
ثم قال فضيلته: “إن الأمة عبر تاريخها قد عملت على ضبط حركة الحياة بالأحكام الشرعيَّة في تناسق حكيم؛ وذلك لأنهم فهموا ماهية “الشرع الشريف” فهمًا صحيحًا على وفق مراد الله تعالى ومراد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي تعد المرونة من أهم خصائصه؛ وهي تقضي على المسلم بضرورة الانطلاق من القواعد الشرعية الكلية والاهتمام بترسيخ القيم والمبادئ العامة الثابتة، وهو منهج حكيم رسَّخه النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق الشرع الشريف، ثم سار على ضوء هذا الهدي الخلفاء الراشدون ومن بعدهم أئمة الإسلام المجتهدون عبر العصور من أجل تحقيق هذه الرسالة النبيلة”.
موضوعات متعلقة:
مفتي الجمهورية: الأمن الفكري للمجتمعات والأمم هو العمود الفقري لبنائها واستقرارها
مفتي الجمهورية: الدولة المصرية حاضرة بقوة في التواصل الخارجي منذ بدايات دخول الإسلام