بعد الشهادة المثيرة للجدل للشيخ محمد حسين يعقوب امام محكمة الجنايات خلال جلسة محاكمة 12 متهم في قضية “داعش امبابة”، يعد الرئيس السابق محمد حسني مبارك أشهر الشهود إمام القضاء المصري ويرصد لكم اوان مصر في هذا التقرير تفاصيل شهادة مبارك ومحمد حسين يعقوب، وعقوبة شهادة الزور .
– محمد حسني مبارك
في 26 ديسمبر 2018 استمعت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، لشهادة الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و28 آخرين فى القضية المعروفة إعلاميا بـ”اقتحام الحدود الشرقية والسجون”.
وقال مبارك أن الدولة لم تكن تعلم شيئا عن وجود انفاق للتهريب نظرا لانها أنفاق غير قانونية، ومن ثم لم يكن للدولة علم بها مضيفا “أن الأنفاق قصة قديمة ومستمرة حتى الآن، بغير علم الدولة، والنفق معمول علشان يهرب منه يكون بعلم الدولة إزاى؟، والانفاق معمولة علشان العبور وقصتها قديمة من قبل 25 يناير بكتير”.
وطلب الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى شهادته، من رئيس المحكمة المستشار محمد شيرين فهمي، بمنحه “إذن” للحديث عن بعض الأمور المتعلقة بالاقتحام قائلا: “أرجوكم عايز إذن عشان ما أرتكبش مخالفة”.
واستطرد بعدها مبارك فى الحديث حيث قال إن عمر سليمان رئيس المخابرات العامة الأسبق أبلغه يوم 29 يناير 2011 باقتحام 800 شخص مسلح للحدود الشرقية، وأن تلك العناصر هربت عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب الله وحماس من السجون، مضيفا أن جماعة الإخوان وغيرها كانوا شركاء فى جريمة اقتحام أقسام الشرطة فى أحداث 25 يناير، وقتل رجال الشرطة، بمحل عملهم.
وجدد مبارك خلال إدلائه بشهادته فى قضية اقتحام الحدود الشرقية، الحصول على إذن من الجهات المعنية قبل الخوض فى تفاصيل تتعلق بدور الإخوان فى تسلل المسلحين إلى البلاد، قائلا إن “هناك مخططات كثيرة كانت تحاك ضد الدولة المصرية بعد 25 يناير 2011 لكنى لست فى حل للحديث عنها قبل الحصول على إذن من الجهات المختصة لانى لو اتكلمت هرتكب مخالفة وهطلع من هنا هدخل فى حته تانية”.
– شهادة محمد حسين يعقوب
كانت قد استمعت الدائرة الخامسة إرهاب، لشهادة الشيخ محمد حسين يعقوب، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«داعش إمبابة».
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني وبعضوية المستشارين عصام أبو العلا وغريب عزت وسعد الدين سرحان وأمانة سر أشرف صلاح.
واشتكى «يعقوب» من كثرة المصورين وطلب من القاضي منع الصحفيين من التصوير، ورد القاضي بأن هذا إجراء عادي، وشرح للمحكمة أن تأخره عن الإدلاء بالشهادة جاء بسبب المرض الشديد، حيث أنه مصاب بانزلاق غضروفي، وكان يستند على كرسي مُتحرك.
وقال «يعقوب» إنه سأل أحد المحامين فأجابه بأن حضوره كشاهدٍ نفي ليس وجوبي، ليرد عليه القاضي: «هذه أمور لا تناقشها إلا مع المحكمة، ولابد على الجميع تلبية نداء المحكمة».
وأكد القاضي في حديثه لـ«يعقوب» أنه طُلب للشهادة لأن الكثير من المُتهمين في قضايا كثيرة اتخذ من أحاديثه ودروسه حجة لهم.
وبدأ شرح أفكاره، وذكر بأن الناس في الدين يُقسمون لفئتين هما علماء وعُباد، وأنه ورث من والده وجده هذا المجال، وشدد على أنه حينما يُسأل فإنه لا يفتي إنما يوجه السائلين لسؤال العلماء، وذكر مثال عن اشرطته «لماذا لا تصلي؟».
وأشار «يعقوب» إلى أنه قرأ كُتباً في الفقة والحديث ولم يتخصص في أي شيء، وقرأت تفسير ابن كثير والقرطبي وعن مؤهلاته، ذكر أنه خريج دار المعلمين «دبلوم المعلمين» وباقي علومه هي اجتهادات شخصية.
ووجه القاضي سؤالا للشاهد أن أحد المُتهمين أخذ تعاليمه وأفكاره من بعض المشايخ ومنهم أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ومصطفى العدوى.
فأجاب الشاهد بأن أبو إسحاق الحويني يُخاطب طلبة العلم، فيما يُخاطب محمد حسان فئة المُلتزمين، فيما يُخاطب هو عوام الناس.
وأضاف «يعقوب» أنه ليس له علاقة بالسياسة ومُهتم بما أسماه «علم القلوب والسير إلى الله»، وشدد في حديثه عن أصحاب الفكر السلفي بأنه لا ينتسب لأي حزب أو جماعة أو مُسمى.
وأضاف: «أحب كلام الله ورسوله وأتبعهما»، نافياً معرفته بمعنى «الفكر الجهادي»، مؤكدا أنه لا يجوز شرعاً قتال رجال الجيش والشرطة، وشدد على أنه لا يجوز قتال المُسملين.
كما أشار «يعقوب» لرأيه بشأن الهجوم على المصالح الحكومية وقتال المُسلمين، وقال: «من يقول ذلك فهو غلطان ومُضلل، هل هناك من عاقل من يقول بذلك؟».
وعن كيفية وصول الشباب لهذا التفكير، قال يعقوب: «الإنترنت به من الأشياء ما هو أغرب من الخيال، ابتداءً من الإلحاد والكفر، فهو بحر من غاص فيه ضل ضلالاً مُبيناً».
ووجه نصيحة للشباب بالتوجيه لعبادة الله، وشدد على أن هدفه هو «تكثير الصالحين حتى لا تهلك الأمة».
وأجاب على ما تستند إليه الجماعات الإرهابية التي تُقاتل الجيش والشرطة بأن الشريعة ليست مُطبقة وأن الدولة العصرية «فئة مُمتنعة»، وقال: «هذا كلام خطأ شكلاً وموضوعاً.. لهم كلمة الجهاد ولنا جهاد الكلمة، جهادنا هو أن نُكثر من وجود الصالحين لكي لا تهلك الأمة».
عقوبة الشهادة الزور
قال المستشار محمد غنيم المحامي، ان القانون المصري ذكر في المادة 296 عقوبة شهادة الزور” أن كل من شهد زوراَ على متهم بجنحة أو مخالفة أو شهد له زورا يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين”