افتُتحت، اليوم، المساحة الصديقة للنساء في مدينة عزبة البرج في دمياط بهدف خلق مساحة لائقة للنساء والفتيات بالمنطقة، حيث صٌممت باستخدام نهج تشاركي يراعي النوع الاجتماعي لتمكين النساء والفتيات من خلال توفير فرص للتمكين الاقتصادي، وتشجيع المرأة على القيادة والمشاركة في الحياة العامة، وذلك بالشراكة بين المجلس القومي للمرأة ومحافظة دمياط وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من سفارة هولندا في مصر.
وأعربت مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، وفقا لبيان مشترك وزعه مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح المساحة الصديقة للمرأة في دمياط ، مشيدة باختيار مكتبة مصر العامة بعزبة البرج لتخصيص مكان آمن للسيدات في المحافظة.
ونوهت بأن مكتبة مصر العامة على أعلى مستوى من التطور والنظافة والتنظيم؛ الأمر الذي سيساعد سيدات في عزبة البرج لتسويق منتجاتهن من خلال المعرض الدائم الذي سيتم إنشاؤه ضمن المساحة الصديقة للمرأة، إلى جانب توفير مساحة خاصة آمنة لها.. كما أشادت بدور كل من الاتحاد الأوروبي والسفارة الهولندية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في دعم ومساندة جهود مصر الرامية لتمكين المرأة المصرية، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، المنبثقة من رؤية مصر 2030.
ومن جهتها، أشادت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط بتحديث المنطقة وتحويلها إلى مساحة صديقة للمرأة تدعم وصول النساء إلى فرص اجتماعية واقتصادية موسعة، منوهة بأن هذا التطوير يأتي كجزء من استراتيجية المحافظة لتطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة إلى مساحات عامة تدعم تكافؤ الفرص.
وبدورها، قالت كريستين عرب ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر إن “التشاور وبناء الثقة مع المجتمع هما مفتاحا نجاح برنامج مدن آمنة، حيث أنه يجب تصميم الأماكن العامة بوعي وبالشراكة مع المجتمع ومع النساء في المجتمع، كجزء من نهج مصمم للاستجابة للاحتياجات والتطلعات المختلفة للنساء والفتيات والرجال والفتيان الذين يستخدمونها”.
ومن جانبه، قال السفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي في مصر إنه “في إطار خطة عمل الاتحاد الأوروبي المعنية بالنوع الاجتماعي، نلتزم بدعم جميع الجهود لضمان مساحة آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات، وعندما يتحقق ذلك ستتاح المزيد من الفرص للنساء والفتيات، بما في ذلك العمل والتعليم والخدمات”.
وأعربت عن سعادتها بأن الاتحاد الأوروبي كان أول شريك يدعم مبادرة برنامج “المدن الآمنة” في مصر، كما أن هولندا تدعمها الآن في دمياط، حيث تتضافر جهود الاتحاد الأوروبي ودوله.. مشرة إلى أن الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في دمياط مثال لكيفية تعزيز دور النساء والفتيات في جميع المجالات العامة.
وأعرب وويريش رامسوخ القائم بأعمال السفارة الهولندية في القاهرة عن سعادته بالمشاركة في الجهود الداعمة للتنمية الحضرية التي تعطي الأولوية لتمكين المرأة وسلامتها.. قائلا إنه “في العديد من البلدان، تعتبر الأماكن العامة ملكًا للذكور؛ ما يترك خيارات محدودة للنساء لممارسة مهاراتهن الاجتماعية والاقتصادية أيضًا.. وبالنسبة لأمهات الأطفال، غالبًا ما تكون المناطق الآمنة والصديقة للأطفال غير متوفرة، ومع تطوير هذه المساحة الجديدة وضعت دمياط نموذجًا للمحافظات الأخرى”.
يشار إلى أن المساحة الصديقة للنساء تقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا شمال شرق محافظة دمياط بالقرب من مكتبة مصر العامة، التي افتتحت حديثًا في مدينة عزبة البرج.. وصُمّمت المساحة الصديقة في عزبة البرج لتكون منطقة عامة آمنة ومساحة لرائدات الأعمال المحليات لعرض منتجاتهن وتسويقها للمجتمع المحلي في عزبة البرج.
وتأتي المساحة الصديقة للنساء كجزء من المبادرة العالمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للمدن والمساحات العامة الآمنة للنساء والفتيات، والتي تهدف إلى ضمان تمكين النساء والفتيات في مصر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا في الأماكن العامة دون تعرض للتحرش الجنسي وأشكال العنف الأخرى.
جدير بالذكر أنه تم إطلاق مبادرة “ست الدار” في إطار برنامج “المدن الآمنة”، والذي توفّر من خلاله برنامج تدريبي للنساء من المجتمع المحلي على تصميم المشروعات وتسعير المنتجات والتسويق ومراقبة الجودة وزيادة الدخل، للتمكن من مهارات إدارة الأعمال بصورة أكثر نجاحا، وقد نتج عن هذا البرنامج إقامة عدة مشروعات تجارية بين المستفيدات.
وتعد مصر من الدول المؤسسة للبرنامج منذ عام 2012، وقد طُرح النموذج في محافظات الإسكندرية ودمياط والجيزة والقاهرة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة لدعم تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030.. وتوسعت هذه المبادرة العالمية لتشمل 50 مدينة وتواصل تحقيق نتائج إيجابية مع شركائها.