أكدت الشاعرة شيرين العدوي أنها لا ” تقترف” أبدا فعل “الكتابة” بل هو الذي يقترفها في كل لحظة؛ مشيرة إلى أهمية “الاندهاشة الكبرى” التي تتولد عنها “ينابيع الشعر”؛ مؤكدة أن الشعر لا ينفصل عن بحر اللغة لأنها ريشته .
وذكرت الشاعرة شيرين العدوي أن “الشعر بالنسبة لي حالة خاصة جدا طول الوقت أحيا الشعر دون كتابة. بمعنى آخر أني في حالة مشاغبة مع الخير والحق والجمال”.
وقالت :” أتهجى مفردات الكون وأندهش من تواؤمه مع: محيطه ونفسه؛ فيدهشني مثلا هبة النسيم مع الشجر ليوقع الحبة في الأرض ويدهسها قدم حيوان فتغور في باطنها لينزل عليها ماء من يد طفل صغير يحمل في يده إناء يمر بالصدفة، فيسقيها، فتنبت وتخرج بعد عدة أشهر وردة صغيرة لا يراها غيري ثم تكبر وتموت قبل أن يموت الشاعر”.
وأضافت :” هذه هي الاندهاشة الكبرى التى تتملكني وغيرها كثير خاص بالإنسان في كل صفاته وتقلباته واتصاله بالسماء . من هنا ينطلق تعريفي الخاص للشعر بأنه: “الاندهاشة الكبرى”.
وتابعت بالقول : ” فإذا لم يهز الشاعر تلك الاندهاشات التي يكشف عنها الكون فلن يعبر. والشعر لا ينفصل عن بحر اللغة لأنها ريشته التي يكتب بها. وعلى الشاعر أن يدرب نفسه على تلك الريشة وما تحمله من ألوان ليرسم بها صوره ويعبر عن إنسانيته واندهاشاته”.
وأردفت قائلة :” أما فعل الكتابة فلا أقترفه أبدا بل هو الذي يقترفني كل لحظة. يفيض فيها النور الإلهي عليّ بتجلياته وبحره الفياض، وبعدما يمتلئ الإناء البشري بكل معاني السمو الروحي يعبر: فيغضب أو يصفح بالكلمات. هي إذا لحظة خاصة جدا في حياتي لا أكتبها بل تكتبني . ولكي تأتي لابد لي أن أكون متطهرة بالكون والإنسان مستقبلة قبلة الروح ومتوضئة بالأنوار”.
وحول الفرق بين المجموعة الشعرية والديوان الشعري وكتاب الشعر .. ذكرت الشاعرة شيرين العدوي :”لكي أجيب على هذا التساؤل يجب أن أفرق بين عدة مصطلحات: الديوان، الكتاب، المجموعة. أولا الديوان في اللغة هو الدفتر الذي يُكتب فيه عطاء الجند والأعمال للدولة فنقول : ديوان الجند، ديوان العطاء وهكذا .. ثم انسحب هذا المصطلح على المكان الذي يعمل فيه الموظفون للدولة فأصبح ديوان الدولة: أي المكان الذي تدار منه الدولة. وقديما قالوا: “الشعر ديوان العرب” أي السجل الذي صوروا فيه حياتهم بكل ما فيها من آمال وطموحات على حد قول الخليفة عمر بن الخطاب ” كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه …”
وأضافت :”وإن كنت أختلف قليلا مع هذا المصطلح لأن الشعر ليس سجلا يجبر فيه الشاعر على الكتابة وإنما هو حالة الشاعر الخاصة جدا التي يكتبها منفعلا بذاته ومن حوله. يمكن تجميع هذه المشاعر ثم قياس نبض المجتمع وتقييمه من خلالها”.
وقالت :”سأعود لمفهوم الديوان وهل هو امتداد لمفهوم القصيدة؟ بناء على المفهوم السابق الديوان امتداد لرؤية الشاعر وربما يعبر الشاعر عن نفس المعني بصور مختلفة وقصائد عدة لكنها تنحو نحوا واحدا كدواوين أحمد عبد المعطي حجازي أو محمد على شمس الدين أو أدونيس أو محمود درويش”.
وذكرت أن هناك ،من يكتب الديوان كقصيدة واحدة مطولة كبعض دواوين د حسن طلب الأخيرة. وفي النهاية اصطلح على الكتاب التي يضم بين دفتيه قصائد مختلفة أو متحدة “ديوان شعري”.
وفيما يتعلق بمصطلح مجموعة شعرية ؛ قالت الشاعرة شيرين العدوي إنه تجميع لعدد من القصائد مختلفة الرؤية أو حتى مجموعة من الدواوين فتكون “مجموعة شعرية” أي: كتاب مجمع من دواوين أو قصائد عدة.
وردا على سؤال هل يستطيع الشاعر أن لا يتسرب إلى نصه .. ذكرت الشاعرة شيرين العدوي إنه بالتأكيد يتسرب المبدع إلى نصه ليس بشخصيته الحقيقية ولكن بردة فعله التي تدفعه للكتابة؛ فهو الذي يتناول عمله ليعبر عن مشاعره وآماله وطموحاته في التركيز على الخير؛ أو حتى على الشر ليرفضه الناس فيتبعوا الخير.
وأضافت أن هناك بعض القصائد تعبر عن القبح كبعض قصائد النثر. فهل الشاعر هنا يكون قبيحا؟! بالطبع لا، ولكن الفعل الإبداعي يتسرب إليه المبدع في الرؤية وكيفية الكتابة واللغة والأدوات. التقنيات هي التي تظهر شخصية المبدع أو بصمته الإبداعية.
وذكرت أنها تتوجه بأعمالها الشعرية إلى كل الناس الذين لم يستطيعوا أن يعبروا عن أنفسهم. لعلهم في يوم ما يدركون كيف كنت مثلهم أحيا آمالهم وأتمسك بالنور من أجلهم. وإلى كل محبط ويائس لعله يعلم سر الجمال على الأرض.
وأصدَرت الشاعرة شيرين العدوي خمسة دواوين هي: “دهاليز الجراح، وفوهة باتجاهي، وبنات الكرخ، وفراشات النور، وسماء أخرى”.