النشاط الأساسي الأصيل التي تقام عليه السياحة في محافظة البحر الأحمر وهو النشاط البحري وتحديدا الغوص، لما له من قيمة كبيرة، حيث يصل الالاف من السياح من كل انحاء العالم للغوص في اعماق البحر الأحمر ومشاهدة الكائنات البحرية النادرة والشعاب المرجانية التي لها من العمر ملايين السنين .
منذ بداية العام المنقضي 2020 شهدت شواطئ البحر الأحمر عدة وقائع نفوق للكائنات البحرية المختلفة ما بينها كائنات بحرية نادرة مثل الدوجنج في مرسي علم والذي يعد من اكثر الكائنات البحرية جذبا للسياحة، ورصدت أحدي الدراسات انه يدر دخلا يقدر بملايين الدولارات لمصر من خلال زيارة السياح لمرسي علم والغوص لمشاهدته .
الانتهاكات البحرية
من بين حوادث الانتهاكات البحرية التي رصدت في البحر الأحمر مؤخرا ما اعلنت عنه جمعية المحافظة على البيئة في محافطة البحر الأحمر، والتي نشرت فيديو عبر صفحتها الرسمية لمركب صيد يقوم باصطياد قرش وأكدت أن تلك الكائنات محرم صيدها، وتلك الأفعال تعد جريمة بعاقب عليها القانون، وأكدت أن المنطقة التي رصد فيها المركب يصطاد القروش ما بين منطقتى السخنة والغردقة، وما فعله من اصطياد القروش يعد انتهاكا كبيرا للحياه البحرية.
وكشف باحث بيئي أن في عام 2020 تم رصد عدد كبير من الكائنات البحرية النادرة تم العثور عليها نافقة خلال الفترة الماضية، ومن منها العثور على 11 دولفين نافق بمنطقة رأس بناس جنوب البحر الأحمر، كانوا ضمن مجموعة واحدة وبينهم 7 إناث وذكر بالغ و3 صغار.
واضاف الباحث البيئي المطلع والذي رفض ذكر اسمه ، أن الكارثة الأكبر أن تلك الدلافين عثر عليها فى حالة تعفن، أى أن دوريات الرصد التابعة للمحميات والتى من المقرر أن تقوم بعمل رصد لتلك الحيوانات لم تصل لتلك المنطقة منذ فترات طويلة.
حيوان الدوجنج
وتابع أن كذلك من ضمن الكوارث الكبرى أيضا العثور على حيوان الدوجنج ذى الأعداد المحدودة فى البحر الأحمر مصابا بعدة جروح على أحد شواطئ مرسى علم، ولم يتم الإعلان عن السبب الحقيقى وراء نفوقه، موضحا أن جميع المهتمين بالنشاط البحرى ومسئولى البيئة أكدوا أن سبب نفوق حيوان الدوجنج بمرسى علم أن لنش سياحى صدمه خلال مروره، بينما الجروح التى ظهرت عليه توضح غير ذلك حيث أن هناك أسلاك شائكة حول محطات شفط لمياه البحر تابعة لأحدي الشركات الكبري العاملة في التنقيب عن خام الذهب هى السبب في ذلك ، حيث أنها تجذب محركاتها الكائنات البحرية القريبة منها .
كذلك أعلنت جمعية المحافظة على البيئة هيبكا، عثور فريق الغطس بها على سلحفاة نافقة فى حالة تعفن بأحد شواطئ مدينة الغردقة، وأكدت ن هذه الزيادة فى نفوق الكائنات البحرية قد تكون راجعة إلى أنشطة بشرية وبالأساس أنشطة الصيد وخصوصا الصيد بالشباك.
حوادث النفوق
وتابع أن فريق للغطس الذى عثر على السلحفاة نافقة عثر عليها فى حالة تعفن شديد وكان من الصعب تحديد سبب الوفاة، واهابت الجمعية كافة الجهات التنفيذية والبحثية بدراسة حوادث النفوق وبالحفاظ على كافة موارد مصر البحرية الفريدة وعلى راسها الموارد المهددة بالانقراض.
من جانبه أكد الدكتور محمود عبد الراضى دار، مدير فرع معهد علوم البحار بالغردقة، في تصريحات صحفية له أن تم العثور على دولفين نافقا بالمنطقة البحرية المواجهة لجبل الحريم بوسط مدينة الغردقة ديسمبر الماضي يبلغ طوله 2.55 متر تقريبا من فصيلة الأنف الزجاجى (Bottle nose).
كما تم العثور علي اخر بالقرب من معهد علوم البحار شمال الغردقة، وأن ذلك بسبب الصيد الجائر وعقب المعاينة تم إحضار الدولفين النافق إلى فرع المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بواسطة فريق من جمعية المحافظة على البيئة وبحراسة شرطة البيئة بالغردقة، وتم تشكيل فريق من المعهد وقام الفريق بفحص جثة الدولفين النافق حيث تبين انه فى حالة تحلل شديدة وتوجد عليه اثأر للحبال.
الصيد الجائر
من جانبه قال أحمد عثمان، غواص بمدينة الغردقة، أن السبب الرئيسي والأول لنفوق الكائنات البحرية بالبحر الأحمر الصيد الجائر، ويرجع انتشار مراكب الصيد الجائر لعدم وجود دوريات رصد ومتابعة من قبل رجال المحميات لتلك المراكب المختلفة.
واضاف عثمان في تصريحات خاصة له أن هناك صائدين لكائنات بحرية نادرة في البحر الأحمر مثل القروش والسلاحف وكذلك الدلافين، وبيعها خارج مصر واستخدام اجزاء منها في صناعات مختلفة مثل ظهور السلاحف في الموبيليا وكذلك زعانف القروش .
وتابع: ان النشاط البحري هو اساس السياحة في البحر الأحمر والترويج لها يتم من خلال اعماق للبحر ومناظر الخلابة للشواطئ، متابعا أن لابد من اعادة الاهتمام بشكل افضل بتلك المنظومة.